وخط ذلك النبي عدم لا يوجد من يعرفه.
ورنة الشيطان، لا أعرف مقصود الحسن؛ بل عادة السلف يفسرون اللفظ العام ببعض أفراده، وقد يكون السامع يعتقد أن ذلك ليس من أفراده، وهذا كثير في كلامهم جدًا ينبغي التفطن له. وقوله في الطيرة:" وكفارة ذلك أن تقول ... إلخ"، فالطيرة تعم أنواعًا، منها ما لا إثم فيه، كما قال عبد الله: " وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل". فإذا وقع في القلب شيء وكرهه، ولم يعمل به بل خالفه، وقال، لم يضره، فإن قال من الحسنات شيئًا، فهو أبلغ وأتم في الكفارة. فلو قدرنا أن تلك الطيرة من الشرك الخفي أو الظاهر، ثم تاب وقال هذا الكلام على طريق التوبة، فكذلك.
وأما الفخر بالأحساب، فالأحساب: الذي يذكر من ١ مناقب الآباء السالفين التي نسميها بالمراجل. إذا تقرر هذا، ففخر الإنسان بعمله منهي عنه، فكيف افتخاره بعمل غيره؟
وأما الطعن في الأنساب ففسر بالموجود في زماننا: ينتسب إنسان إلى قبيلة، ويقول بعض الناس: ليس منهم، من غَيْر بينة، بل الظاهر أنه منهم.
وأما مكر الله، فهو: أنه إذا عصاه ٢ وأغضبه، أنعم عليه بأشياء يظن أنها من رضاه عليه.
وأما الفرق بين الروْح والرحمة، فلا أعرفه، ولعله فرق لطيف، لأن الروْح فسر بالرحمة في مواضع.
_________
١ في طبعة الأسد: (عن) وكذا في طبعة أبا بطين.
٢ في طبعة أبا بطين: (إذا أعطاه) .
1 / 54