المسألة ١ الحادية عشرة
قال السائل: عفا الله عنك، خطبتُ ووقفتُ على "يوم يبعثر ما في القبور، ويحصل ما في الصدور"، ثم قلت: جعلنا الله وإياك من الآمنين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، بارك الله لي ولكم ... إلخ ... ولا فطنت إلا بعد ما انقضت الصلاة. وأردت أن آمر المؤذن يؤذنن ونعيد الخطبة والصلاة، ثم تأملت يوم "يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور"، وإذا كأنها آية تقوم بالمعنى وتجزي، ثم كثر علي الهم والتردد.
وأيضًا، عفا الله عنك، عندي دبيش ولي عييل وحاير تطمع نفسي لمنزلة الفقراء ولو لم يكن إلا سبقهم إلى الجنة بما ذكر، ويعارض ذلك، أي الفقير الصابر والغني الشاكر أفضل؟ وقوله ﷺ: " أن تذر ورثتك ... إلخ".
أيضًا ٢، بيّن لي حد الشكر وحد الصبر.
وأيضًا قوله ﷺ: " من قال: "لا إله إلا الله" صادقًا " ٣ الحديث، واللفظ الآخر: " مخلصًا دخل الجنة "، ما معنى الصدق والإخلاص، والفرق بينهما. أيضًا حديث البطاقة وما معه من سجلات الذنوب حتى وضعت في كفة والبطاقة في كفة، فرجحت بتلك السجلات لما تضمنت من الإخلاص.
_________
١ في طبعة أبا بطين، بدون كلمة: (المسألة) .
٢ في طبعة أبا بطين: بدون كلمة: (أيضًا) .
٣ البخاري: الإيمان (٤٤)، ومسلم: الإيمان (١٩٣)، والترمذي: صفة جهنم (٢٥٩٣)، وابن ماجة: الزهد (٤٣١٢)، وأحمد (٣/١٧٣، ٣/٢٧٦) .
1 / 48