إلا بعلم. وهذا كله داخل في قوله تعالى ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ ١.
وأما
المسألة السادسة، وهي قولك: إذا ورد حديثان متضادان مثل حديث "القلتين" وحديث ٢ "بئر بضاعة" ... إلخ، وهذه عبارة لا ينبغي أن تقال، وحاشا كلام الله وكلام رسوله من التضاد، بل كله حق يصدق بعضه بعضًا. والواجب على المؤمن في ٣ مثل هذا أن يحسن الظن بكلام الله وكلام رسوله، ويقول كما أمر الله: ﴿آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾ ٤، فإذا تبين له الحق فليقلْ به وليعملْ به، وإلا فليمسكْ وليقل: الله ورسوله أعلم؛ فإن الله تعالى ابتلى الناس بالمتشابه كما ابتلاهم بالمحكم، ليعلم من يقف حيث وقفه الله، ومن يقول على الله بلا علم. نعم قد يرد حديثان متضادان، ولكن أحدهما ليس بصحيح، وقد يكون أحدهما ناسخًا، لكنه قليل جدًا، ومع ذلك لا يرد المنسوخ إلا وقد يرد ما يبينه ٥.
وأما قولك: ما يسوغ لمثلنا; فالذي يسوغ بل يجب، ما وصفت لك، وهو: طلب علم ما أنزل الله على رسوله، ورد ما تنازع فيه المسلمون إليه ٦. فإن علمه الله شيئًا فليقل به، وإلا فليمسك، ويقول: الله أعلم، ويجعله من العلم الذي لا يعرفه. فلو بلغ الإنسان في العلم ما بلغ لكان ٧
_________
١ سورة الإسراء آية: ٣٦.
٢ في المخطوطة ساقطة.
٣ في طبعة أبا بطين: بدون (في) .
٤ سورة آل عمران آية: ٧.
٥ في طبعة الأسد: (ما يثبته)، وكذا في طبعة أبا بطين.
٦ في طبعة أبا بطين: بدون كلمة (إليه) .
٧ في طبعة أبا بطين: (فلو بلغ الإنسان في العلم ما علمه ما بلغ لكان ...) .
1 / 34