الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مركز الدعوة والإرشاد بالقصب
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
تصانيف
لكن من ترك التطوعات ولم يعمل منها شيئًا، فقد فوَّت على نفسه ربحًا عظيمًا وثوابًا جسيمًا، ومن داوم على ترك شيء من السنن كان ذلك نقصًا في دينه، وقدحًا في عدالته (١)، وأما قول هذا الرجل: «ولم أزد على ذلك شيئًا»، فيحمل على أن فعل الحلال: كل ما للإنسان أن يفعله شرعًا، ولا يمنع منه، والحرام: على ما منع الإنسان من فعله مطلقًا، ويحتمل أن يكون قال ذلك؛ لأنه لم يتفرَّغ لفعل شيء من النوافل في تلك الحال إما لشغله بالجهاد، أو لغيره من أعمال الدين، والله تعالى أعلم.
٢١ - قيام شهر رمضان إيمانًا واحتسابًا تغفر به الذنوب؛ لحديث أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» (٢).
فإذا قام المسلم رمضان تصديقًا بما أخبر به رسول الله ﷺ في فضله، واحتسابًا للثواب يرجو الله مخلصًا له القيام ابتغاء مرضاته وغفرانه، حصل له الثواب العظيم (٣).
٢٢ - شهر رمضان شهر صلاة التراويح؛ فإن صلاة التراويح جماعة لا تُصلَّى إلا في رمضان؛ لحديث عائشة ﵂: أن رسول الله ﷺ
_________
(١) انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، ١/ ١٦٦.
(٢) متفق عليه: البخاري، كتاب صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان، برقم ٢٠٠٩، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان، وهو التراويح، برقم ٧٥٩.
(٣) شرح النووي على صحيح مسلم، ٦/ ٢٨٦.
1 / 40