فصل المقال في شرح كتاب الأمثال
محقق
إحسان عباس
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٩٧١ م
مكان النشر
بيروت -لبنان
البرشاء. ويقال: ما أدري من أي البرشاء هو (١) . والبرشاء: اسم لجميع البشر لاختلاف ألوانهم.
قال ابن كرشم الكلبي: حذام هي بنت الريان بن جسر بن تميم بن يقدم بن عنزة وهي أم عجل بن لجيم، وكان عاطس بن جلاح الحميري (٢) قد سار إلى الريان في جموع من العرب (٣): خثعم وجعفي وهمدان، فلقيهم الريان في عشرين حيًا من أحياء ربيعة ومضر، فاقتتلوا وصبروا لا يولي أحد منهم دبره، ثم إن القيل الحميري رجع إلى معسكره، وهرب الريان تحت ليلته، فسار ليلته وفي الغد، ونزل الليلة الثانية، فلما أصبح عاطس الحميري ورأى خلاء معسكرهم أتبعهم جملةً من حماة رجاله وأهل الغناء منهم، فجدوا في اتباعهم، فانتبه القطا في اسرائهم من وقع دوابهم، فمرت على الريان وأصحابه عرفًا عرفًا، فخرجت حذام بنت الريان إلى قومها فقال:
ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا ... فلو ترك القطا ليلًا لناما فقال ديسم بن ظالم الأعصري:
إذا قالت حذام فصدقوها ... فإن القول ما قالت حذام فارتحلوا حتى اعتصموا بالجبل، ويئس منهم أصحاب عاطس فرجعوا عنهم.
٦ - باب الرجل يعرف بالكذب تكون منه الصدقة الواحدة أحيانًا
_________
(١) قال ابن دريد في الجمهرة ١: ٢٥٥ ما أدري أي برنساء هو يعني أي الناس هو، معرب، لأن البر بالنبطية: ابن، ونسا: إنسان.
(٢) س: غاطس.. الحميري؛ وزاد: والغاطس المظلم مثل الغاطش؛ ثم وردت " العاطس " بالمهملة في مواضع أخرى.
(٣) العرب: سقطت من س ط.
1 / 42