فصل المقال في شرح كتاب الأمثال
محقق
إحسان عباس
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٩٧١ م
مكان النشر
بيروت -لبنان
فركب بها الفلاة خوفًا من أن يلحق (١):
حنت نوار ولات هنا حنت ... (٢) وبدا الذي كانت نوار أجنت
لما رأت ماء السلى (٣) مشروبًا ... والفرث بعصر في الإناء أرنت (٤) وألحقت التاء بهنا لتأنيث الكلمة كما يقال: رب وربت وثم وثمت. وقال أبو علي الفارسي: التاء تبدل منت الألف للسجع وعند الوقف وأنشد (٥):
من بعد ما وبعد ما وبعد مت ... صارت نفوس الناس عند الغلصمت ٧ - باب تصديق الرجل صاحبه عند إخباره إياه
قال أبو عبيد: قال الأصمعي: ومن أمثالهم في هذا " صدقني سن بكره " وأصله أن رجلًا ساوم (٦) رجلًا ببكر أراد شراءه، فسأل البائع عن سنه فأخبره بالحق. فقال المشترى: صدقني سن بكره، فذهبت كلمته مثلًا.
_________
(١) اختلف في قائل البيتين فقيل شبيب بن جعل التغلبي وهو جاهلي (المؤتلف: ٨٤) وقيل هو حجل بن نضلة وهو جاهلي أيضًا، وهذا هو قول أبي عبيد وتبعه ابن قتيبة في الشعر والشعراء.
(٢) البيت من أبيات الشواهد على أن هنا في الأصل للمكان واستعيرت للزمان (الخزانة ٢: ١٥٦)
(٣) في س: شربًا لها، وفي ح ص: مشروبها، وهو كذلك في اللسان، ويرد بأن البيت شاهد عند العروضيين على نقصان حرف من الفاصلة، والسلى: الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد من المواشي.
(٤) أرنت: صاحت.
(٥) انظر العيني ٤: ٥٥٩.
(٦) ص: سافر، وفي بعض الأصول سام.
1 / 40