فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

أبو عبيد البكري ت. 487 هجري
46

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

محقق

إحسان عباس

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٧١ م

مكان النشر

بيروت -لبنان

أيضًا الشعر الذي على الجحفلة، والفيد أيضًا الهلاك مصدر فاد يفيد فيدًا، والفيد أيضًا أن يتبخر في مشيه من الخيلاء. قال حزرة الوالبي: يفيد في الجري إذا ما أعنقا ... فيد رئالٍ تستثير الصيقا والصيق: جمع صيق وهو التراب. وأسقط أبو عبيد من تفسير المثل ما يتم به معناه، قال عمرو بن أبي عمرو عن أبيه: أقام أعرابي فرسًا يبيعها، وقال لصاحبه: امده (١) فرسي، فقال: إنها ليصاد عليها الوحش وهي رابضة. فقال له صاحب الفرس: لا أبا لك، اكذب كذبًا مؤامًا به الدهر، والمؤام: الموافق المقارب، أي موافقًا به الدهر وأحواله، وما عسى أن يجوز فيه من الأفعال والأحوال. قال أبو جعفر في كتاب الاشتقاق: المؤام: المقارب، أخذ من الأمم وهو القرب، ومعنى شاكه: وافق، يقال: شاكهني الشيء شكاهًا ومشاكهة، أي وافقني، وتشاكه (٢) الشيئان أيضًا إذا تشابها. وقال أبو عبيد: المشاكه للشيء هو الذي يشبه أو يدنو من شبهه، والصحيح ما فسرته به. قال أبو عبيد: والعامة تقول في مثل هذا المثل " دون هذا وينفق الحمار " وكلام العرب هو الأول. ع: قال أبو بكر (٣): أخبرنا أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه قال:

(١) ص: أمن؛ وامده: لغة في امدح. (٢) ص: شاكه. (٣) جاء في هامش ف: قال أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز: قال أبو محمد الأعرابي العامر: انهم كانوا يعتقدون - يعني أعراب البوادي - هذا المثل مثلًا واحدًا لا مثلين. اهـ؟ أي قولهم: شاكه أبا يسار، دون ذا وينفق الحمار.

1 / 34