فصل المقال في شرح كتاب الأمثال
محقق
إحسان عباس
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٩٧١ م
مكان النشر
بيروت -لبنان
أي تطرح.
وقال مالك بن أسماء (١):
لما أتاني عن عيينة أنه ... (٢) أمسى عليه تظاهر الأقياد
نخلت له نفسي النصيحة إنه ... (٣) عند الشدائد تذهب الأحقاد قال أبو عبيد: ومثله قولهم: " انصر أخاك ظلمًا أو مظلومًا ".
ع: هذا حديث مرفوع إلى النبي ﷺ وذد ذكره أبو عبيد فيما يأتي بعد، وذكر معناه.
وأما محمد بن حبيب فغنه ذكر أن أول من قال هذا المثل جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم، وكان رجلًا دميمًا فاحشًا، وأنه جلس مع سعد بن زيد مناة يشربان، فلما أخذ الشراب منهما قال جندب: يا سعد، لشرب لبن اللقاح، وطول النكاح، وحب المزاح، أعجب إليك من الكفاح، ودعس الرماح، وركض الوقاح، فقال سعد: كذبت والله، إني لأعمل العامل، وأنحر البازل، وأسكت القائل، والله لتعلم أنك لو فزعت لدعوتني عجلًا، ولرأيتني بطلًا، وما ابتغيت بي بدلًا. ثم قال سعد، وكان عائفًا: أما والذي أحلف به لتأسرنك أمية، بين الدفين والقرية
(١) الشعر في أمالي القالي ٢: ١٩٥ لمالك في أخيه عيينة وهو في التبريزي ١: ٢٣٩ والأغاني ١٧: ١١٧ والخزانة ٣: ٨٨ لعويف القوافي وكانت أخته عند عيينة فطلقها فنشأ بينهما حقد. ثم أن الحجاج حبس عيينة فعطف عليه عويف وقال هذه القصيدة. وقد ناقش البكري (السمط ٨١٣ - ٨١٥) نسبة الشهر لمالك، ورده اعتمادًا على القصة كما رويت في شرح التبريزي، أما هنا فقد نسبه لمالك، دون تعليق.
(٢) تظاهر الأقياد: يوضع بعضها فوق بعض فتكون قيدًا فوق قيد.
(٣) نخلت له النصيحة: أعطته خالصها وصريحها.
1 / 215