فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

أبو عبيد البكري ت. 487 هجري
20

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

محقق

إحسان عباس

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٧١ م

مكان النشر

بيروت -لبنان

ع: المأثورة هي المحمولة المروية، يقال هذا الحديث مأثور عن فلان، وهو يأثره عنه أي يحمله ويحكيه، وهو معنى قول الله تعالى: ﴿أو أثارة من علم﴾ (الأحقاف: ٤) وروى الزهري عن سالم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال (١): سمعني النبي ﷺ أحلف بأبي فقال: " إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم " فما حلفت بها ذاكرًا ولا آثرًا (٢)، يعني أنه لم يأثر ذلك عن غيره، أي يحيكه عنه، لئلا يجري على لسانه. وقال الأعشى (٣): إن الذي فيه تناويتما ... بين للسامع والآثر قال أبو عبيد: ومن أمثاله أيضًا قوله ﷺ (٤): " مثل المؤمن كمثل الخامة من الرزع تمليها الريح مرةً هاهنا، ومرةً هاهناك، ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذية على الأرض حتى يكون انجعافها مرة ". ع: لفظ الحديث (٥) تمليها الريح مرة هكذا ومرة هكذا، ويروى: تفيئها؛ والخامة: الغضة (٦) من الزرع أول ما تستقل على ساق، وألفه (٧) منقلبه عن ياءٍ.

(١) أخرج هذا الحديث أحمد في مسنده، والطبراني في الكبير، والحاكم في المستدرك، وفيه اختلاف يسير عما ورد هنا. وأخرجه الترمذي، انظر تيسير الوصول ١: ٢٣. (٢) انظر البخاري، كتاب الإيمان والنذور - الباب: ٤. (٣) البيت: ٢١ من القصيدة الثامنة عشرة في ديوانه، وهي إحدى مدائحه في عامر بن الطفيل وتفضيله على علقمة بن علاثة ورواية الديوان: فيه تداريتما، وقوله: تناوليتما يريد تناوأتما وترك الهمز فيه جائز؛ وفي ط: تماريتما. (٤) انظر الحديث في البخاري (التوحيد: ٣١ والمرض والطب: ١) وفي الفائق ١: ٣٧٥ ورواه الفراء كالحافة، بالحاء والفاء، وفسره بطاقة الزرع. (٥) س: الحديث مروي. (٦) ط س: القصبة. (٧) ط س: وألفها.

1 / 6