فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

أبو عبيد البكري ت. 487 هجري
172

فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

محقق

إحسان عباس

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٩٧١ م

مكان النشر

بيروت -لبنان

عمران بن حطان في البيت الذي أنشده أبو عبيد وليس هو من المهه الذي أنشده عليه في شيء. وقال ابن درستويه: أخبرنا محمد بن يزيد قال: المهه: الرفق واللين بالإبل في الرعي وغيره، ويقال: سرت سيرًا مههًا أي رفيقًا، ويقال: مههت يا رجل أي لنت، ومنه قول الشاعر وأنشد البيت. ويروى بيت عمران بن حطان أيضًا " وليس لعيشنا هذا مهاة " بالهاء المندرجة تاء، أي ليس له صفاء ولا رونق، مأخرذ من المهاة وهي البلورة. وبعد بيت ابن حطان: وإن قلنا لعل بها قرارًا ... فما فيها لحي من قرار فلا تبقى ولا نبقى عليها ... ولا من الأمر نأخذ بالخيار قال أبو عبيد: قال عمر بن الخطاب: " لا يخلون رجل بمغيبةٍ وإن قبل حموها، ألا حموها الموت ". ع: قال الأصمعي (١): امرأة مغيبة بالهاء إذا كان زوجها غائبًا، قال أبو زيد: أو أخوها أو أبوها أو عمها أو وليها، أغابت فهي مغيبة. وقال أبو حاتم قلت للأصمعي: لم أثبت الهاء في هذا وحذفتها من قلوك امرأة مشهد إذا كان زوجها شاهدًا؟ فذهب مذهب الحكائة عن العرب لا مذهب القياس، وقال أرأيت: ناقة عاسر وضامر وناقة فاعلة في ألف شيء بالهاء، أي شيء فرق بينهما؟ نقله أبو علي عنهم. وقال غير الأصمعي: قالوا امرأة مغيبة وامرأة مشهد بغير هاء، كأنهم جعلوا الهاء في مغيبة عوضًا من ذهاب حركة الغين. وقال أبو بكر ابن دريد: يقال: امرأة مغيب؟ بغير هاء؟ ومغيبة، وقالوا: مغيبة ولم يقولوا مغيبة، وهذا

(١) هذا النص بتمامه في البارع: ٧٤.

1 / 160