فصل المقال في شرح كتاب الأمثال
محقق
إحسان عباس
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٩٧١ م
مكان النشر
بيروت -لبنان
قالت أرى رجلًا يقلب نعله ... (١) تقليب ذي وصلٍ له ومشع
ورأت مقدمة الخميس ودونها ... ركض الجياد إلى الصباح بتبع (٢) وقال الأعشى (٣):
قالت أرى رجلًا في كفه كتف ... أو يخصف النعل لهفي أية صنعا
فكذبوها بما قالت فصبحهم ... ذو آل حسان يزجي الموت والشرعا (٤) فعنز هي الزرقاء المعروفة بحدة النظر وهي المصلوبة على باب جو فسميت بها اليمامة، بشهادة هذه الأشعار. والتي تحمل حسان إلى اليمن واختارها من نساء جديس غيرها وهي عبرى (٥) - هكذا قال الهمداني؟ قال: ولم ير قط مثلها جمالًا وكمالًا. فلما ارتحل حسان من اليمامة قرب إليها جمل لتركبه فلم تدر كيف تركبه ولا من أين تأتيه فذكرها حسان في قصيدته المشهورة (٦):
أخلق الدهر بجو طللا ... مثل ما أخلق سيف خللا
كان طسم وجديس إخوة ... صالحًا أمرهما فاقتتلا
فبغى ذاك على هذا فلم ... أرض من أمرها ما فعلا [يقول فيها]:
ولقد أعجبني قول التي ... ضربت للقوم سيري مثلا
شربت طسم يمينًا وجرت ... لجديس الكاس عنها شملا
قول عبرى واستوت راكبةً ... فوق صعب لم يقتل ذللا
_________
(١) الخزانة: أصلا وجو آمن لم يفزع.
(٢) رواية الخزانة:
كانت مقدمة الخميس ودنها ... رقص الركاب إلى الصباح بتبع (٣) انظر ديوان الأعشى: ٨٣.
(٤) الشرع: الأوتار، والمفرد: شرعة، وفي ط: ذو آل غسان.
(٥) كذا في ح، ص؛ وفي س: عنزى؛ ط: عبرا.
(٦) أورد شارح ديوان الأعشى هذه القصيدة: ٨٢ مع اختلاف واسع في الأبيات وعددها.
1 / 118