فصل المقال في شرح كتاب الأمثال
محقق
إحسان عباس
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٩٧١ م
مكان النشر
بيروت -لبنان
ما في الدوابر من رجلي من عقل ... عن الرهان ولا أكوى من العفل قال أبو عبيد: ومن ذلك قولهم (١) " عير بجير بجره، نسي بجير خبره "
ع: معناه عير الأبجر آخر ليس به ببجره (٢) الذي به ونسب إلى غيره داءه، ونسي خبره وأمره. وبجير تصغير أبجر كما أن زهيرًا تصغير أزهر، ولما أسقط حرف الصفة من قوله عير بجير، عدى الفعل فنصب (٣) . وكل ذي داء أو آفة هواه أن يكون بالناس مثل الذي به. ولذلك قال عثمان: ودت الزانية أن النساء كلهن زوان. وحكى الليثي (٤) أنه قيل لأقرع (٥): ما كنت تتمنى؟ قال: أن يكون الناس قرعًا حتى أنظر إليهم بالعين التي ينظرون إليّ بها (٦) .
قال أبو عبيد: ومثله (٧) المثل السائر في الناس للمتوكل الليثي (٨):
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم " ع: وقبله:
_________
(١) ف: قال أبو عبيد: ولنعامة في هذا مثل مبتذل هو قولهم....
(٢) ط: ليس بخ بجر ببجره.
(٣) س: فنصبه.
(٤) هو الجاحظ لأنه ينسب إلى ليث بن بكر بن كنانة.
(٥) س: للأقرع.
(٦) س ط: بها إليّ.
(٧) ط: ومنه.
(٨) ترجمة المتوكل في طبقات ابن سلام ٥٥١ والأغاني ١١: ٣٩ والأبيات في حماسة البحتري: ١١٧ ونسبها ف جامع بيان العلم ١: ١٩٥، ١٩٦ لأبي الأسود قال: وتروى للعرزمي، وفي اخزانة ٣: ٦١٧ وانظر تخريجًا وافيًا للأبيات في هامش تفسير الطبري ١: ٥٦٩.
1 / 93