فصل الخطاب في شرح مسائل الجاهلية (المسائل التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية)
الناشر
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
العقائد والملل
قَال تَعَالى في سورةِ [آلِ عِمرانَ: ٧٢-٧٤]: ﴿وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ - وَلَا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ - يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [آل عمران: ٧٢ - ٧٤] قالَ الحسنُ والسُّدِّيُّ: تَواطَأ اثنا عَشَرَ رَجُلا مِن أحبارِ يَهودِ خَيْبَرَ وقُرى عَرِينٍ، وقال بعضُهُم لِبَعْضٍ: ادْخلوا في دِينِ مُحَمَّدٍ أوَّل النَّهارِ بالِّلسانِ دونَ الاعتقادِ، واكفُروا آخِرَ النَّهارِ، وقولوا: إنا نَظَرْنا في كُتُبِنا، وشاوَرْنا عُلَماءَنا، فَوَجَدْنا مُحَمَّدا ليس بذاكَ، وظَهَرَ لنا كَذِبُهُ، وبُطلانُ دِينه، فإذا فَعَلْتُم ذلك شَكَّ أصحابُه في دِينهم، وقالوَا: إنَّهم أهلُ كِتابٍ، وهُم أعْلَمُ بِهِ، فَيْرجِعونَ عن دِينهم إلى دينكم.
[اتخاذ النبيين أربابا]
اتخاذ النبيين أربابا (الثالثة والخمسون): تسْمِيتهم اتِّباعِ الإِسلامِ شِركًا. قَالَ تَعَالى [آل عمران: ٧٩- ٨٠]: ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ - وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ٧٩ - ٨٠] أخْرَجَ ابنُ إسحاقَ بِسَنَدِهِ: حِينَ «اجْتَمَعَتِ الأحْبارُ مِنَ اليهودِ والنَّصارى من أهلِ نَجْرانَ عِنْدَ رسول الله ﷺ، وَدَعاهُم إلى الإِسلامِ، [قالوا]: أتُريد يا محمدُ أنْ نَعْبُدَكَ كَما تَعْبُدُ النَّصارى عِيسى ابنَ مَرْيَمَ؟ فقالَ رَجُلٌ مِن أهلِ نَجْرانَ نَصْرانِيٌّ يُقالُ لَهُ الرَّئيسُ: أوَ ذاكَ تريدُ مِنَّا يا محَمَّدُ؟ فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: "مَعاذَ الله أنْ نَعْبُدَ غَيْرَ الله، أوْ نَأمُرَ بِعِبادَةِ غيرِهِ، وما بِذَلِكَ بَعَثنَي، وَلا بِذَلِكَ أَمَرَني»، فَأنْزَلَ الله تَعالى هذه الآية.
[تحريف الكلم عن مواضعه]
تحريف الكلم عن مواضعه (الرابعة والخمسون): تحْريفُ الكَلِم عَنْ مواضِعِهِ، وَلَيُّ الألْسِنَةِ بالكِتابِ.
1 / 265