فصل في تزكية النفس
الناشر
مكتبة النهج الواضح
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
أَتوا) (١). وذلك لأنهم طلب منهم ذلك في الدنيا فلم يعطوه كما في قوله: ﴿ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا﴾، وقد تقدم هذا قوله:
﴿كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ • بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ [فصلت: ٣، ٤] الآية وما بعدها، فقد أخبر) (٢) أن الرسول دعاهم (ودعاه إياهم إلى ما دعاهم) (٣)، وهو طلب منه (كذلك قال: ﴿وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ • الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ﴾ أي لا يؤتونه ما طلب منهم) (٤) فكان هذا اللفظ متضمنًا قيام الحجة عليهم بالرسل وهو إنما يدعوهم لما تزكوا به أنفسهم.
ومما يبين: أن الزكاة تستلزم الطهارة؛ لأن معناها معنى الطهارة، قوله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا﴾ [التوبة: ١٣٠] (تطهرهم) (٥) من الشر وتزكيهم بالخير (فتذهب عنهم السيئات فيصيرون طاهرين منها وتزكو أنفسهم حينئذ بالعمل الصالح مع زوال الذنوب) (٦) قال النبي ﷺ: «اللهم طهرني بالماء والثلج والبرد، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب
(١) ذكره ابن جرير في تفسيره (١٧/ ٧٠). (٢) سقط من المطبوع. (٣) سقط من المطبوع. (٤) سقط من المطبوع. (٥) سقط من المطبوع. (٦) سقط من المطبوع.
1 / 29