الفرق بين الفرق
الناشر
دار الآفاق الجديدة
الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٩٧٧
مكان النشر
بيروت
تصانيف
العقائد والملل
مقدورات الله ﷿ أحسن من حَالهَا فى حَال كَونه قَادِرًا وَأما دَعْوَاهُ ان أَبَا الْهُذيْل إِنَّمَا قَالَ بِفنَاء المقدورات مجادلا بِهِ مُعْتَقدًا لذَلِك فالفاضل بَيْننَا وَبَين المعتذر عَنهُ كتب أَبُو الْهُذيْل وَأَشَارَ فى كِتَابه الذى سَمَّاهُ بالحجج إِلَى ماحكيناه عَنهُ وَذكر فى كِتَابه الْمَعْرُوف بِكِتَاب القوالب بَابا فى الرَّد على الدهرية وَذكر فِيهِ قَوْلهم للموحدين اذا جَازَ أَن يكون بعد كل حَرَكَة حَرَكَة سواهَا لَا إِلَى آخر وَبعد كل حَادث حَادث آخر لَا إِلَى غَايَة فَهَلا صَحَّ قَول من زعم أَن حَرَكَة الا وَقبلهَا حَرَكَة وَلَا حَادث إِلَّا وَقَبله حَادث لَا عَن أول لَا حَالَتْ قبله وَأجَاب عَن هَذَا الالزام بتسويته بَينهمَا وَقَالَ كَمَا أَن الْحَوَادِث لَهَا ابْتِدَاء لم يكن قبلهَا حَادث كَذَلِك لَهَا آخر لَا يكون بعده حَادث ولاجل هَذَا قَالَ بِفنَاء مقدورات الله ﷿ وَسَائِر الْمُتَكَلِّمين من أَصْنَاف فرق الاسلام فرقوا بَين الْحَوَادِث الْمَاضِيَة والحوادث الْمُسْتَقْبلَة بفروق وَاضِحَة لم يهتد اليها أَبُو الْهُذيْل فارتكب لاجل جَهله بهَا قَوْله بِفنَاء المقدورات وَقد ذكرنَا تِلْكَ الفروق الْوَاضِحَة فى بَاب الدّلَالَة على حُدُوث الْعَالم فِي كتبنَا الْمُؤَلّفَة فى ذَلِك والفضيحة الثَّانِيَة من فضائح أَبى الْهُذيْل قَوْله بِأَن أهل الْآخِرَة مضطرون الى مَا يكون مِنْهُم وان أهل الْجنَّة مضطرون
1 / 104