13
فذاك النهار كان أحد الوردية. ومضى الخوري في قداسه الاحتفالي، وانقسم الشمامسة جوقين، يترنمون ماطين أصواتهم، والصنوج والنواقيس تسبح الله. ودار القداس. وبعد أن تلا الخوري الفصل المعين في الإنجيل لذلك اليوم، التفت إلى الشعب وعلى وجهه بشاشة عميقة، وقال: يا إخوتي المباركين، أبنائي بالرب.
ببساطة كلية أحكي لكم. فالله، آمنت باسمه، يفهم البسيط والمركب. قال داود النبي: قلبا نقيا اخلق في يا الله، وروحا مستقيما جدد في حشاي، فالله تعالى لا يطلب منا أجسادنا وما علينا من ثياب مزركشة ومبرقشة، بل كل ما طلبه داود من ربه أن ينقي قلبه من الأقذار. فإذا لم تنظفوا قلوبكم من أوساخ الحقد والبغض، فلا سلام ولا أمان لهذه القرية التي كانت مباركة، حين كانت خالية من الشقاق والخصام، كانت ضيعة حلوة فصارت شنيعة؛ لأنها صارت ضيعة شريعة ودعاوى.
أين راحت المسابح الطويلة؟ كيف اختفت الشبية
14
وحلت محلها كتب الشريعة وجورنالات الضابطية ومذكرات الجلب والإحضار! كنتم تصلون خمسة عشر بيتا صباح مساء، وصرتم ليس معكم مسبحة خمسة بيوت.
فقاطعه واحد فيه لوثة
15
وعرض عليه مسبحته، وهو يقول: لا تتهمنا كلنا بقلة الدين، حرام عليك!
فبانت سن الخوري، ورد عليه بقوله: واحدة من عشرين، ثم قال: الله الله كيف تبدلت الأيام وتغيرت البشر!
صفحة غير معروفة