184

فارس آغا

تصانيف

وهكذا انكشف المعركة في ذلك اليوم عن دعويين: واحدة أقامها الخوري مسرح على فارس آغا، وثانية أقامها فارس آغا على قرياقوس.

ودخلت قوة الحكومة عين كفاع يوم الأحد مع الفجر قبل خروج الناس من بيوتها إلى القداس.

الفصل الرابع عشر

خوري الضيعة

قامته فوق الربعة ولكنها ممشوقة، كان فوق السبعين ولا يزال مستويا لا عوج في هيكله ولا أمت.

1

عليه جلال الكهنوت القديم ورصانته، يبسمل كلما دق الكوز بالجرة، تخلع عليه لحيته أبهة لا غلو ولا تطرف فيها، فلا هي بالطويلة ولا بالقصيرة، وكأن المثل «خير الأمور الوسط» قد فصل على قدها. أرسلها الخوري على هينتها فلم يعلها موسى منذ تكريسه، فكان شعرها شعر شمشون، إذا كشف رأسه يبدو في قلة

2

رأسه أكليل كأنه معمول على البيكار، لم يأخذ المقصان من لحيته شعرة، فإذا سقطت واحدة، فبقضاء وقدر. يحزن الخوري لسقوط تلك الشعرة حزنا كبيرا على مقدار خسارته من مهابته، أما ثيابه فبسيطة نظيفة؛ لأن الخوري مرآة الشعب النقية، والخورية كانت في زمانها أنيقة، وظلت تحافظ على الأناقة في فسطانها وجبة زوجها الخوري، لم ير أحد هذا الخوري متخففا بشرواله الأبيض ولا في مباذله،

3

صفحة غير معروفة