الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد
محقق
محمد نظام الدين الفتيح
الناشر
دار الزمان للنشر والتوزيع
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
مكان النشر
المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية
تصانيف
المجيب: بلى، أي: أَكرمتَه، وبلى هزمتَه، وفي التنزيل: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ (١)، وفيه: ﴿أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى﴾ (٢)، أي: بلى أنت ربنا، وبلى هذا الحق.
ولو أتيت بنعم هنا معتقدًا لكنت كافرًا، لأنه يصير المعنى: نعم لست بربنا ونعم ليس هذا بالحق. ولهذا لو قال قائل: أليس لي عندك كذا وكذا، فقال: بلى، للزمه ذلك، لأن المعنى: بلى لك عندي ما ذكرتَ، ولو قال: نعم، لم يلزمه شيء، لأنه يصير المعنى: نعم ليس لك عندي ذلك، فاعرفه (٣).
ومذهب أهل البصرة: أن ﴿بَلَى﴾ بكمالها حرف. ومذهب أهل الكوفة: أن أصله (بل) زيدت عليه الألف، كما زيدت التاء على ثُمَّت ورُبَّت ونحوهما (٤).
﴿مَنْ كَسَبَ﴾: من: شرطية في موضع رفع بالابتداء. ﴿فَأُولَئِكَ﴾: الفاء وما اتصل به جواب الشرط. و(أولئك) ابتداء ثان، و﴿أَصْحَابُ النَّارِ﴾ خبره، والجملة خبر عن المبتدأ الأول وهو ﴿مَنْ﴾.
﴿هُمْ﴾ مبتدأ، و﴿خَالِدُونَ﴾ خبره، والظرف ملغى متعلق بالخبر، والجملة في موضع نصب على الحال من ﴿أَصْحَابُ﴾، والعامل فيها معنى الإشارة، أو من ﴿النَّارِ﴾، لأن في الجملة ضميرًا يعود عليها وهو ﴿فِيهَا﴾، والعامل فيها معنى الإضافة، أو المصاحبة، وقد مضى الكلام على نحو هذا فيما سلف من الكتاب بأشبع من هذا، فأغنى عن الإعادة هنا (٥).
(١) سورة الأعراف، الآية: ١٧٢.
(٢) سورة الأحقاف، الآية: ٣٤.
(٣) انظر في معنى (بلى) و(نعم): معاني الفراء ١/ ٥٢ - ٥٣. والبيان ١/ ٩٩ - ١٠٠.
(٤) انظر معاني الفراء في الموضع السابق، وإعراب النحاس ١/ ١٩١.
(٥) انظر إعرابه للآية: ٣٩.
1 / 306