301

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

محقق

محمد نظام الدين الفتيح

الناشر

دار الزمان للنشر والتوزيع

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

تصانيف

من الفعل في تأويل المصدر. وعن يونس (١): أن ناسًا من العرب يفتحون لام كي. قال أبو الحسن: لأن الفتح الأصل، ولهذا يُفْتَحُ مع المضمَر (٢). وهذه اللام متعلقة بقوله: ﴿أَتُحَدِّثُونَهُمْ﴾.
ومعنى ﴿لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ﴾: ليحتجوا عليكم بما أنزل ربكم في كتابه، أي: لتكون لهم الحجة عليكم، لكونه هو في كتابكم هكذا قيل (٣). وأصله من حج إذا قصد، لأن كل واحد من الخصمين عند التحاجّ يَقْصِدُ غَلَبَةَ الآخر و﴿بِهِ﴾، و﴿عِنْدَ﴾ كلاهما متعلق بقوله: ﴿لِيُحَاجُّوكُمْ﴾.
﴿أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (٧٧)﴾:
قول ﷿: ﴿أَوَلَا يَعْلَمُونَ﴾ الهمزة للاستفهام دخلت على العاطف، ومعناه التقرير. ﴿يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ﴾ من الكفر والنفاق. ﴿وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ من الإيمان والانقياد.
والجمهور على الياء النقط من تحته في قوله: ﴿أَوَلَا يَعْلَمُونَ﴾، أي: أوَلا يعلم اليهود أن الله يعلم ما يخفونه من الكفر وما يظهرونه من الإيمان، وقرئ: (أولا تعلمون) بالتاء النقط من فوقها (٤) على الخطاب للمؤمنين، أي: أولا تعلمون أيها المؤمنون أن الله يعلم ما يخفونه وما يبدونه، يعني اليهود.
﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (٧٨)﴾:
قوله ﷿: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ﴾: ﴿أُمِّيُّونَ﴾ رفع بالابتداء،

(١) هو يونس بن حبيب أبو عبد الرحمن البصري من أكابر النحويين، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء، وأخذ عنه سيبويه، والكسائي، والفراء، وكان له مذاهب وأقيسة ينفرد بها، توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة في خلافة هارون الرشيد (نزهة الألباء).
(٢) انظر هذه الأقوال في إعراب النحاس ١/ ١٨٩، ومشكل إعراب القرآن ١/ ٥٦.
(٣) انظر الكشاف ١/ ٧٧ - ٧٨، ومعالم التنزيل ١/ ٨٧.
(٤) هي قراءة ابن محيصن كما في المحرر الوجيز ١/ ٢٧٠، والقرطبي ٢/ ٤.

1 / 301