298

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

محقق

محمد نظام الدين الفتيح

الناشر

دار الزمان للنشر والتوزيع

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

تصانيف

بعدها صلتها، وعائدها الضمير في ﴿مِنْهُ﴾، وهي مع صلتها في موضع نصب لكونها اسم إن، وخبرها: ﴿مِنَ الْحِجَارَةِ﴾.
والكلام في ﴿وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ﴾، ﴿وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ﴾، كالكلام في ﴿وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ﴾.
وقرئ: (وإنْ من الحجارة) بالتخفيف (١)، وكذلك ما بعدها (٢)، على أنها المخففة من الثقيلة التي تلزمها اللام الفارقة.
وأصل يَشَّقَق: يتشقق، وبه قرأ بعض القراء (٣)، فأدغمت التاء في الشين بعد القَلْب، وفاعله ضمير (ما).
و﴿مِنْ خَشْيَةِ﴾: من صلة ﴿يَهْبِطُ﴾.
﴿وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ﴾: بغافل: في موضع نصب على لغة أهل الحجاز، لكونه خبر (ما) والباء لتأكيد النفي، وفي موضع رفع على لغة بني تميم، لكونه خبر المبتدأ على قول من جوز دخول الباء على خبر المبتدأ.
﴿عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾: (ما) موصولة وما بعدها صلتها، والعائد محذوف، أو مصدرية وهو أحسن.
وقرئ: (تعملون) بالتاء حملًا على قوله: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ﴾. وبالياء (٤) لقوله: ﴿وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ﴾ (٥) وقوله: ﴿وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ﴾ (٦) وهو وعيد.

(١) نسبت في المحتسب ١/ ٩١، والمحرر الوجيز ١/ ٢٦٥، والقرطبي ١/ ٤٦٥ إلى قتادة.
(٢) يعني (وإنْ منها) في الموضعين، انظر المصادر السابقة.
(٣) هو الأعمش كما في الكشاف ١/ ٧٧، وقال أبو حيان ١/ ٢٦٥: وقرأ الأعمش (تشقق) بالتاء والشين المخففة على الأصل، ورأيتها معزوّة لابن مصرف.
(٤) (تعملون) بالتاء هي قراءة العشرة غير ابن كثير فإنه قرأ: (يعملون) بالياء، انظر السبعة ١٦٠ - ١٦٢، والحجة ٢/ ١١٠ - ١١٢، والمبسوط ١٣٠ - ١٣١، والتذكرة ٢/ ٢٥٤.
(٥) من الآية (٧١) قبلها، وعلله في التذكرة بقوله: ومن قرأ بالياء جاز له أن يبتدئ به لأنه استئناف إخبار.
(٦) من الآية التالية.

1 / 298