291

الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

محقق

محمد نظام الدين الفتيح

الناشر

دار الزمان للنشر والتوزيع

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

تصانيف

والمعنى: إنا لمهتدون إلى البقرة المراد ذبحها، أو إلى ما خفي علينا من أمر القاتل (١).
﴿قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (٧١)﴾:
قوله ﷿: ﴿لَا ذَلُولٌ﴾ صفة لـ ﴿بَقَرَةٌ﴾، أي: بقرة غير ذلول، يقال: دابة ذلولٌ بينةُ الذِّل - بالكسر - من دَوابَّ ذُلُل. وفعول إذا كانت صفة لم تدخله التاء للتأنيث. يقال: امرأة صبور، وشكور. وهو بناء للمبالغة، أي: لم تُذَلَّلْ للكِراب (٢) وإثارَةِ الأرضِ.
﴿وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ﴾: أي لا يُسقَى عليها. و﴿لَا﴾ الأولى للنفي، والثانية مزيدة لتوكيد الأولى، لأن المعنى: لا ذلولٌ تُثير وتَسقي، على أن الفعلين صفتان لذلول، كأنه قيل: لا ذلول مثيرة وساقية.
والدليل على نفي العمل عنها قول الحسن: كانت وحشية (٣).
أو خبر مبتدأ محذوف، أي: لا هي ذلول، والجملة في موضع الرفع بحق الصفة.
وقيل: ﴿تُثِيرُ﴾ خبر مبتدأ محذوف. والوقف على ﴿لَا ذَلُولٌ﴾، على معنى: ليست بذلول، ولكنها تثير الأرض، وليس بشيء؛ لأنها لو كانت مثيرة لما نَفَى الله تعالى عنها الذِّلَ. وأيضًا فإن المعطوف يأبَى ذلك، وهو ﴿وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ﴾؛ لأنه منفي، فيجب أن يكون المعطوف عليه كذلك في المعنى، ألا ترى أنك لا تقول: مررت برجل قائم ولا قاعد، ولكن: لا قاعد، بغير العاطف، وهنا بالعاطف كما ترى.

(١) من الكشاف ١/ ٧٥.
(٢) كلمة مستعملة عندنا في بادية الشام، ومثلها: الكرب، وهو إثارة الأرض للزراعة. (القاموس).
(٣) أخرجه عنه الطبري ١/ ٣٤٥.

1 / 291