الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد
محقق
محمد نظام الدين الفتيح
الناشر
دار الزمان للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
مكان النشر
المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية
تصانيف
أدغمت وكُتبتْ في "الإمام" (١) على الإدغام، وهي إن الشرطية ضمّتْ إليها (ما) مُؤَكِّدَة لمعنى الشرط، ولذلك لزمت فعلَها النونُ الثقيلة أو الخفيفة في حال السَّعَةِ والاختيار. وكل واحد منهما يُؤْذِنُ بإرادةِ شِدّةِ التوكيد، فـ (ما) مع حرف الشرط يؤكد صدر الكلام، والنون تؤكد آخره، ولا يكون إلا مع المستقبل، ولا يكون مع الحال ولا الماضي، لأنهما ثابتان، والثابت لا يفتقر إلى التأكيد كما يفتقر إليه ما لم يَثْبُتْ وهو المستقبل. والفعل معه مبني، وما قبله مفتوح لالتقاء الساكنين: الياء التي هي لام الفعل، والنون الأول.
﴿هُدًى﴾: في موضع رفع بـ ﴿يَأْتِيَنَّكُمْ﴾. ﴿مِنِّي﴾: في موضع نصب على الحال لتقدمه على الموصوف وهو ﴿هُدًى﴾ متعلق بمحذوف، أي: كائنًا مني.
وقوله: ﴿فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ﴾: (من) شرط، وهو اسم تام في موضع رفع بالابتداء، وخبره ﴿تَبِعَ﴾، وفيه ضمير مرفوع بأنه فاعلٌ يعود إلى المبتدأ الذي هو (مَن). وموضع ﴿تَبِعَ﴾ جَزْمٌ بمن، وجوابه ﴿فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾، والجملة في موضع رفع لوقوعها موقع الخبر، أعني ﴿تَبِعَ﴾.
وقال قوم: الخبر: فعل الشرط والجواب.
وقال آخرون: الخبر منهما ما كان فيه ذكر يعود إلى المبتدأ (٢).
والشرط الثاني مع جوابه جواب الشرط الأول، كما تقول: إن أتيتني فإن قَدِرتُ أحسنتُ إليك (٣).
(١) تقدم أنه مصحف سيدنا عثمان بن عفان ﵁، وسوف يعرفه كذلك في موضع آخر، وكأنه مأخوذ من قول عثمان ﵁: يا أصحاب محمد ﷺ اجتمعوا فاكتبوا للناس إمامًا. انظر الإتقان ١/ ١٦٩.
(٢) انظر هذه الأقوال في التبيان ١/ ٥٤ - ٥٥.
(٣) كذا أعربها الزمخشري ١/ ٦٤. وهو إعراب سيبويه كما في المحرر الوجيز ١/ ١٩٣. وقال الكسائي: ﴿فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ جواب الشرطين جميعًا. انظر إعراب النحاس ١/ ١٦٥، والمحرر ١/ ١٩٤.
1 / 236