فرائد السمطين في فضائل المرتضى و البتول و السبطين و الأئمة من ذريتهم(ع) - الجزء1
تصانيف
فضة، فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنتصب مع درجة النبيين، فهي في درج النبيين كالقمر بين الكواكب فلا يبقي يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال: طوبى لمن كان هذه الدرجة درجته.
فيأتي النداء من عند الله عز وجل يسمع النبيين وجميع الخلائق: هذه درجة محمد. فأقبل أنا يومئذ متزر بريطة من نور الجنة، وعلي تاج الملك وإكليل الكرامة، وعلي ابن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه: لا إله إلا الله، المفلحون الفائزون بالله.
فإذا مررنا بالنبيين قالوا: هذان ملكان مقربان لم نعرفهما ولم نرهما! وإذا مررنا بالملائكة قالوا: هذان نبيان مرسلان، حتى أعلوا الدرجة وعلي يتبعني حتى صرت في أعلا درجة منها، وعلي أسفل مني بدرجة، فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال طوبى لهذين العبدين، ما أكرمهما على الله.
فيأتي النداء من قبل الله جل جلاله يسمع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين:
هذا حبيبي محمد وهذا وليي علي، طوبى لمن أحبه وويل لمن أبغضه وكذب عليه.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فلا يبقى يومئذ أحد- يا علي- إلا استروح إلى هذا الكلام وابيض وجهه، وفرح قلبه، ولا يبقى أحد ممن عاداك ونصب لك حربا إلا اسود وجهه، واضطربت قدمه.
فبينما أنا كذلك إذا ملكان قد أقبلا علي أما أحدها فرضوان خازن الجنة، وأما الآخر فمالك خازن النار، فيدنو رضوان فيقول: السلام عليك يا أحمد.
فأقول: السلام عليك يا ملك من أنت؟ فما أحسن وجهك وأطيب ريحك؟ فيقول:
أنا رضوان خازن الجنة، وهذه مفاتيح الجنة بعث بها إليك رب العزة، فخذها يا أحمد. فأقول: قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضلني به، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب.
ثم يرجع رضوان فيدنو مالك فيقول: السلام عليك يا أحمد. فأقول: السلام عليك أيها الملك من أنت؟ ما أقبح وجهك وأنكر رؤيتك. فيقول: أنا مالك خازن النار، وهذه مقاليد النار بعث بها إليك رب العزة فخذها يا أحمد. فأقول: قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضلني به، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب.
ثم يرجع مالك فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقف على عجرة (1)
صفحة ١٠٧