ومما له يؤيد أنه دليل على إمامته بلا فصل أنه اقتضى عصمته إذ لا يجوز للرسول أن يدعو بهذا الدعاء إلى المعصوم ولا خلاف أن المعصوم أولى بالإمامة، فإن قال أن المعلوم إذا خاذله لم يختذل كمعاوية( ) لعنه الله فدل ذلك على أن الدعاء لم يكن إذ لو كان لوقع الخذلان لأن دعاء النبي لا يرد قلت: قد صح الحديث وتلقى بالقبول فيحمل على أن المراد به في الآخرة إذ قد يكون فيها كما يكون القصد فيها قال تعالى: [ ] { إنا لننصر رسلنا } (1) إلا في قوله تعالى: [ ] { في الأخرة } (2) وفي الأخبار الدالة على أنه الخليفة بلا فصل قوله -صلى الله عليه وآله وسلم- [ ]((أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))(3) فأثبت له جميع الأحكام التي كانت لهارون إلا النبوة ومن جملتها الشراكة في أمر موسى لقوله تعالى حاكيا عن موسى [ ] { وأشركه في أمري قال قد أوتيت سؤلك يا موسى } (4) ومنها ما روي بإسناد صحيح عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال[ ] ((بينما رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يطوف بالكعبة إذ بدت رمانة في الكعبة فأحضر المسجد لحسن خضرتها فتناولها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ثم مضى في طوافه ثم صلى في المقام ركعتين ثم فلق الرمانة نصفين كأنها قدت فأمر أكل النصف ثم ناول عليا عليه السلام النصف الأخر فأكل منها مد نحب أشداقهما لعذوبتها لعدوتها ثم التفت إلى الصحابة فقال: إن هذه قطف من قطوف الجنة لا يأكله إلا نبي أو وصي نبي ولولا ذلك لأطعمناكم)) (1) إلى غير ذلك من الأحاديث جمة العدد.
صفحة ٨٦