Castagno
في القرن الخامس عشر قد كشفت عن منجم ثري لمعدن رديء بعض الشيء، بينما كانت مدرسة رفائيل طريقا مسدودا، أما سيزان فقد اكتشف طرائق وقوالب (أشكالا) فتحت أفقا من الاحتمالات لا يمكن لأحد أن يرى نهايته. لقد ابتكر سيزان لآلاف الفنانين الذين لم يولدوا بعد قيثارة يمكن لكل منهم أن يعزف عليها نغماته الخاصة.
ليس بوسعنا أن نحرز بما سيدين به المستقبل لسيزان، أما أفضال سيزان على الفن المعاصر فتكاد لا تحصى؛ فبدون سيزان ربما كان توقف الفنانون ذوو العبقرية والموهبة الذين يمتعوننا اليوم بدلالة أعمالهم وأصالتها، ولبثوا حبيسي المرفأ إلى الأبد لا يتبينون هدفهم، ولا يملكون خريطة ولا دفة ولا بوصلة. إن سيزان هو كريستوفر كولمبس لقارة شكلية جديدة. ولد سيزان عام 1839م في أكسان بروفانس
Aix-en-Provence ، وظل أربعين سنة يرسم بدأب على طريقة أستاذه بيسارو
، وبدا في نظر العالم حتى ذلك الحين، بقدر ما بدا على الإطلاق، انطباعيا صغيرا موقرا، معجبا بمانيه
Manet ، وصديقا إن لم يكن تابعا لزولا
Zola ، وتلميذا مخلصا خامل الذكر، لقد وقف سيزان إلى الجانب الصحيح، أعني بالطبع جانب الانطباعية؛ أي جانب الفنانين الصادقين النزهاء، ضد الآفات الأكاديمية الأدبية،
10
لقد اعتقد في فن التصوير
painting ، واعتقد أنه يمكن أن يكون شيئا أسمى من مجرد بديل مكلف للتصوير الفوتوغرافي، أو رفيق متمم للشعر الرديء؛ لذا كان سيزان عام 1870م واقفا إلى جانب العلم ضد الابتذال (الإسفاف) العاطفي
صفحة غير معروفة