64
بقيت الإمبراطورية الرومانية - على الأقل اسما - لألف عام ويزيد بعدما خلع البابا ليو الثالث لقب الإمبراطور على شارلمان في عام 800 ميلاديا.
65
وكانت الإمبراطورية الرومانية تشكل مملكة شاسعة في وسط أوروبا نواتها الجرمانيون الذين جاء منهم معظم الحكام الشعبيين. وقد أدت حركة الإصلاح في القرن السادس عشر إلى نشوء مراكز قوى متمردة، لا سيما بين الأمراء الجرمانيين الذين اعتنقوا البروتستانتينية وتمردوا على الإمبراطور. وعززت هذه التوترات الدينية صراعات وتحالفات إقليمية معقدة وغير مفهومة أسفرت عن بدء حرب الثلاثين عاما الكارثية (1618-1648).
66
وبعد انتهاء الحرب بتوقيع معاهدة وستفاليا في عام 1648، فقدت إسبانيا هولندا وفقدت معها تفوقها في القارة، وعلا نجم فرنسا كقوة أوروبية غربية كبرى، ودمر اقتصاد العديد من المدن الجرمانية، وصارت الإمبراطورية الرومانية إلى ضعف من بعد قوة بلا رجعة. وبعد قرن، جاء الكاتب الفرنسي الساخر الشهير فولتير ليقول ساخرا عن الإمبراطورية الرومانية المقدسة: «لم تكن مقدسة، ولا رومانية، ولا حتى إمبراطورية.»
65
وانتهت الإمبراطورية الرومانية المقدسة من الوجود تماما في ظروف مؤسفة في عام 1806، بعد عامين من إعلان نابليون نفسه إمبراطورا لفرنسا.
شكل 4-14: صفحة العنوان من طبعة عام 1660 الصادرة في فرانكفورت من كتاب «ملاحظات طبيعية عن المعادن» ليوهان يواكيم بيشر. يعرف بيشر بين الكيميائيين بأبي نظرية الفلوجستون؛ ومع ذلك فقد كان مشهورا، ولو بنفس القدر على الأقل، بعلمه بالاقتصاد ومكانته كمستشار تجاري لليوبولد الأول إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة (بإذن من مكتبة روي جي نيفل لتاريخ الكيمياء).
بلغ بيشر سن الرشد في أعقاب حرب الثلاثين عاما، وكرس نفسه لرخاء ألمانيا وازدهارها، شأنه في ذلك شأن كثير من الكيميائيين البارزين في ذلك الوقت، من بينهم نوكل، ويوهان رادولف جلاوبر. تولى بيشر تعليم نفسه بنفسه، ونما لديه اهتمام مبكر بالتكنولوجيا، ونشر كتابه الأول في عام 1654 حول الخيمياء تحت الاسم المستعار سولينوس سالتزثال.
صفحة غير معروفة