وفي مدينة الزهراء.
5
وقد يظهر كل ذلك غريبا في بادئ الأمر، ولكنا قد نستطيع تحديد العلاقات بين هذه المراكز الصناعية المختلفة.
أما سامرا فقد كانت - كما رأينا - عاصمة للخلافة العباسية من سنة 836 إلى سنة 883، ويرى الدكتور زرة
DR. SARRE ، والدكتور كونل
DR. KÜHNEL
أن صناعة الخزف ذي البريق المعدني نشأت في العراق، وذهب زرة إلى أن ذلك كان في سامرا نفسها، ولكن كونل لاحظ أننا لم نجد في أطلال سامرا بقايا أفران من خزف أو قطعا أصابها التلف في الأفران، فضلا عن أنه يوجد بين هذا النوع من الخزف الذي ينسب إلى سامرا قطع يرجع تاريخها إلى ما بعد تخريب هذه العاصمة، ومن ثم ذهب كونل إلى أن بغداد كانت موطن هذه الصناعة، ولا سيما أن المصادر التاريخية كثيرا ما تتحدث عن مدينة المنصور كمركز هام لصناعة الخزف والفخار.
6
ولاحظ كونل أيضا أن هناك بين ما نجده في الفسطاط من أنواع الخزف العديدة قطعا لا شك في تبعيتها للنوع الذي ينسب إلى سامرا، واستنبط من ذلك أنها لا بد أن تكون قد استوردت من العراق، بينما نجد في أطلال الفسطاط قطعا أخرى ذات بريق معدني، أكثرها ذو لون واحد، وتمتاز بطينتها التي تميل إلى الاحمرار، وبميناها الرقيقة، وأما زخرفتها فمأخوذة عن زخارف القطع الواردة من العراق.
7
صفحة غير معروفة