وابن زولاق، والقضاعي، وابن دقماق.
فنحن والحالة هذه مضطرون إلى الاكتفاء بدراسة تكاد كلها تكون نظرية لتخطيط مدينة القطائع، ثم لأهم المؤسسات العامة التي شيدها ابن طولون، وهي: البيمارستان، والقناطر.
مدينة القطائع
3
إن تأسيس هذه العاصمة وتطورها يذكران تماما بتأسيس سامرا وتاريخها، فإن كان الخليفة المعتصم قد شيد سامرا فرارا من الفوضى التي كان يسببها جنوده وحراسه في بغداد؛ فإن ابن طولون فطن إلى هذا الخطر وعمل على درئه بتشييد ضاحية جديدة بالفسطاط، اتخذها حاضرة لملكه، كما اتخذها خلفاؤه من بعده.
4
وأكبر الظن أن هناك أسبابا أخرى دعت ابن طولون إلى تشييد ضاحيته الجديدة، من ذلك غرامه بالعظمة والأبهة، ورغبته في منافسة بلاط الخليفة العباسي.
ومهما يكن من شيء فإن مدينة الفسطاط كانت مقر أمراء مصر منذ اختطها عمرو بن العاص إلى أن قدمت جيوش العباسيين في طلب مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية حين فر إلى مصر سنة 750 م/132ه، فعسكرت هذه الجيوش في الصحراء بظاهر الفسطاط؛ إما لرغبة في نوع من التجديد، أو لاضطرار إليه بسبب حريق يقال إن مروان بن محمد أضرم نارها في الفسطاط.
5
وما لبثت المساكن أن تجمعت حول الجند أو حول دار الإمارة، وهي الدار التي بناها قائدهم صالح بن علي؛ لتكون مقر الحكومة. وفي سنة 785 م/196ه بنى الفضل بن صالح جامعا، وتم بذلك تخطيط الضاحية الجديدة التي عرفت: بالعسكر، والتي كانت تمتد في ذلك الوقت على شاطئ النيل قبل أن تنحسر مياهه عن المرتفع المشيد عليه جامع عمرو، وتبتعد عنه تدريجيا نحو خمسمائة متر.
صفحة غير معروفة