Egoistic Eudomonism
مذهب له كثير من الألوان على مقتضى طبيعة الغرض الذي يسعى الفرد في سبيل الحصول عليه، فهي في أبسط صورها عبارة عن مباشرة المحسوسات أو اللذائذ الجسمية، التي قد تسمو الفكرة فيها بحيث تعتبر «الخير الأسمى» وهذه هي نظرية الهيدونيين التي يعتبر أرسطبس أعظم مروجيها في العصور القديمة.
ولقد جددت هذه النظرية في العصور الحديثة فصبغت بألوان أخرى، منها اللون الذي صبغها به «لامتري
Lamettrie » فأفسد ما كان فيها من نزعة طبيعية، وحورها إلى صورة ممسوخة من الفسق، لا يمكن أن يتجاوز عما فيها من النقائص، إلا إذا اعتبرناها بمثابة ركس عقلي، وجه إلى مذهب النسك، وهي نظرية لا تقل من حيث البعد عن الطبيعة الإنسانية؛ عن الصورة التي صبغ بها لامتري نظرية اللذة.
وبجانب اللذة الحسية - بل وفي موضعها - حلت نظرية المتعة العقلية
Mental Enjoyment
أي الاستمتاع بالعلم والفن والصداقة، وكل ما يجري هذا المجرى من منازع الحياة السامية. وكان أبيقور أول رواد هذه النزعة الفلسفية من الأقدمين.
ولقد مزج أبيقور ورجال مدرسته بين العنصرين: عنصر اللذة الحسية، وعنصر المتعة العقلية، على أن العنصر الثاني يرجح الأول عندهم منزلة.
29
ولعل السبب في تعاقب الصور التي صورت بها التعاليم السقراطية، راجع إلى ما قال به ترنر إذ قضى بأن المذاهب السقراطية قد نشأ بعضها بجانب بعض، من غير أن تثبت بنوتها لأب واحد، وأنها جميعها كانت مستقلة استقلالا نسبيا، على الرغم من أن كلا منها كان له صلة بناحية معينة من نواحي التعاليم السقراطية، وقيام كل منها على ناحية بعينها من نواحي التعاليم السقراطية يثبت أنها جميعا كانت ناقصة؛ لأنها قامت على فهم غير كامل للروح التي ذاعت في فلسفة سقراط، غير أن هذا لم يمنع من أن تترك هذه المذاهب أثرها العميق في الحياة الإنسانية، وأقرب مثل على هذا؛ مذهب المدرسة الميغارية في الصور اللاجسمية
صفحة غير معروفة