8
من الآداب القديمة، إذ كانت موجة الشعر أخذت تتجه في مدها نحو سمت آخر.
أما موضوع التليغونية فذو علاقة بحروب طروادة فقد كان من أبطال إسپرطة في حرب «طروادة
Troy » آخيلوس و«أوذسيوس
Odysseus » وبعد انتصار أهل اسپرطة وهدم طروادة، رجع المحاربون وأبطالهم إلى أوطانهم، ولكن خيال الشعراء وجد من المغامرات التي صادفها هؤلاء حين عودتهم إلى أوطانهم مجالا خصبا فسيحا لخيالهم، وقد عثرت بعد البحث في المعاجم سدى على كلمات للمؤلف الإنجليزي «جورج جروت
G. Grote » عن قصيدة تليغونية أثبتها في الجزء الأول من كتاب «تاريخ اليونان» ص272 (طبعة إفريمان) جاء فيها أن هوميروس يترك أوذسيوس في إلياذته مستريحا بين أهله، وفي كسر بيته، ولكن شخصية كهذه لا يمكن أن تترك وادعة في حياة البيت، فإن هذه القصيدة تنسب إليه سلسلة من المغامرات بعد حرب طروادة فإن «تليغونس» ابنه من «سرسيه» يهبط «إيثالة» باحثا عن أبيه، فيعيث في أطراف الجزيرة فسادا، ويقتل أوذسيوس من غير أن يعرف أنه أبوه، ومن ثم يقع فريسة حزن قاتل، تلقاء قتل أبيه خطأ، فتتدخل أمه سرسيه وبصلواتها وتوسلاتها يصبح فنلوب وتليماخوس من الخالدين، ويتزوج تليغونس من فنلوب، ويتزوج تليماخوس من سرسيه إلى آخر ما هنالك من رواية القصيدة.
وظلت قورينة بعد ذلك - على ما وصفنا - عقيمة لا تلد إلا للموت والفناء، فلم تنجب من ابتكر في العلم أو أبدع في الأدب، حتى ذلك العهد الذي اتحدت فيه مع مصر، منضوية تحت لواء البطالمة،
9
فاستمتعت بالراحة والسلام.
في ذلك العصر بدأ نبوغ العقل اليوناني يحلق في سماء قورينة، فظهر شاعر البلاط «كليماخوس
صفحة غير معروفة