31 ⋆
لذلك كانت من أعظم الشواهد التي أقامت الاستقراء، لكن بوبر سيوضح هنا أن الاستقراء لم يكن هو الذي أقامها:
ففضلا عن أننا أوضحنا بالأساليب المنطقية البحتة أن مثل هذه النظرية لا تقبل الاشتقاق من عبارات الملاحظة (وقد أفردنا لهذا الجزء 3)، وأيضا فضلا عن الفقرتين السالفتين 3، 4 واللتين أوضحتا أن المقدمات التاريخية للنظرية لم تكن استقرائية، فضلا عن هذا وذاك، سيثبت بوبر الآن إثباتا فلسفيا أن النظرية ليست مشتقة من الملاحظة.
خصائص نظرية نيوتن مختلفة كلية عن خصائص عبارات الملاحظة كالآتي:
عبارات الملاحظة
نظرية نيوتن • لا يمكن أن تكون دقيقة، هي
Inexact . • في منتهى الدقة، كيف تشتق الدقة المتناهية مما هو أقل دقة. • تكون تحت ظروف معينة، وأي موقف ملاحظ لا بد بداهة أن يكون محددا جدا. • المفروض أنها عامة، وتطبق في كل الظروف الممكنة مثلا قانون الجاذبية، ليست فقط على الأرض، بل وفي المريخ وفي كل كواكب المجموعة الشمسية، بل وفي الأماكن التي لم تلاحظ حتى اليوم. • الملاحظة عينية وخاصة. • النظرية مجردة وكلية.
إننا لم نلحظ أبدا الكتلة، وإنما نرى الكواكب أجساما ممتدة، ولا يمكن إطلاقا أن نلاحظ القوى النيوتونية كقوى الجاذبية التي نعرفها جيدا، ونتمكن من قياسها بواسطة عجلات السرعة، وقد نتمكن من قياسها يوما بواسطة الميزان ذي الزنبرك ... إلا أننا دائما - وفي جميع المقاييس بلا استثناء - نفترض مسبقا صدق قوانين الحركة النيوتونية،
32 ⋆
وبدون هذا الافتراض الديناميكي المسبق، فإنه ببساطة يستحيل قياس القوى، غير أن القوى ومتغيراتها من أهم ما تعالجه النظرية، على هذا ينبغي أن نعترف على الأقل بأن بعضا من الأشياء التي تعالجها النظرية، هي موضوعات مجردة وغير قابلة للملاحظة، فكيف إذن ندعي أنها مشتقة أصلا من الملاحظة.
صفحة غير معروفة