un-critical
عند بوبر يعني جماع الخطايا الفلسفية، وخلاصة لكافة ما يمكن توجيهه من اتهامات منطقية) لأنه يعني إدخال السؤال عن الواقعة
fact ، واقعة وجود الاستقراء كمنهج للعلم - والسؤال عن التبرير أو الصحة - في ذات الهوية
Justification or validity ، وقد كان إنجاز هيوم العظيم هو تحطيمه لهذا الموقف اللانقدي، وهذا الدوران والفصل بينهما، غير أنه رفض الثانية: • أنكر التبرير والصحة ولكن لم يستطع رفض الأولى، الاستقراء أمر واقع؛ لذلك بقي متشبثا بالإجابة الثانية «نحن نكتسب المعرفة بالاستقراء.» متفقا مع الحس المشترك في أنهما بمنتهى الضعف يسمحان للاستقراء بأن يعاود الدخول عن طريق التكرار في شكل نظرية سيكولوجية،
17
بعد أن رفضه المنطق، أي خرج الاستقراء من الباب، لكنه عاد ودخل من الشباك فما الداعي لكل هذه الجعجعة؟
كل هذا يعني أن نظرية هيوم - رغم آثارها العميقة - من الناحية المنطقية مهترئة، وقد سبقت الإشارة إلى أنها في حقيقة أمرها نظرية سيكولوجية في الاعتقاد والعادة، فهل يمكن أن يرفضها المنطق، لكن نقبلها في عالم علم النفس، الإجابة: كلا، بناء على الآتي:
ثالثا: النقد السيكولوجي لنظرية هيوم
إذا أردنا أن نضع نظرية سيكولوجية عن أصل الاعتقاد، فينبغي أن نحذف الفكرة البدائية «الأحداث المتماثلة»، ونضع بدلا منها «الأفعال التي تكون ردود أفعالنا عليها هو تفسيرها بأنها متماثلة» ذلك هو التعبير العلمي السليم.
فالتماثل بالنسبة لنا هو نتاج تجارب تتضمن تفسيرا (قد يكون غير متوافق) أو انتظارات أو توقعات (قد لا تتحقق أبدا)؛ لهذا يكون في حكم المستحيل أن نشرح هذه التفسيرات أو التوقعات كنتاج لتكرارات عدة كما اقترح هيوم، فحتى التكرار - بالنسبة لنا - يجب وأن يكون مؤسسا على التماثل - بالنسبة لنا - ولهذا على توقعات - هي على وجه الدقة - نفس ما ابتغى هيوم شرحه، بعبارة أخرى: التوقعات التي يمارسها الذهن، هي الأساس الذي يقوم عليه مفهوم التكرار، وليست هي التي تجيء كنتيجة للتكرار،
صفحة غير معروفة