Sellars
وبريتمان
Brightman
وسبولدنج
Spaulding ، أي لدى مفكرين ينتمون إلى مدارس فكرية متباينة كل التباين، وما قيل على نظرية «الطفرة» يصدق أيضا على البرجماتية؛ إذ إن هذه، وإن لم تكن تعد منتمية إلى التطورية بحق، فإن لها صلات ببعض فروعها في أفكار رئيسية عديدة لها.
ولكن من المهم أن نلاحظ أن أهم ممثلي البرجماتية من الإنجليزية، وهو «شيلر
F. C. S. Schiller »، قد ظهر تفكيره من الداروينية مباشرة، وأن مذهبه الناضج لا ينطوي بدوره على أي شيء يتعارض مع هذا الأصل، فأول مرحلة سابقة على البرجماتية في تفكيره، وهي التي تتمثل كتابة «ألغاز أبو الهول
The Riddles of the Sphinx » (1891)، مبنية كلها على أساس تطوري. بل إن هذا الكتاب قد عبر بطريقة مستقلة عن نظريات دارون وسبنسر ذاتها، وإن يكن يدين لها بالكثير بطبيعة الحال (انظر فيما بعد الفصل الثاني من الباب الثاني)، ولكن البرجماتية بدورها لم تكن بمنأى عن التأثر بذلك التحول الذي أدخل على مبدأ التطور، إنما استوعبته ضمن تعاليمها.
على أن الاتجاه الفكري البرجسوني لم يقتصر في تأثيره على هذا، وإنما تغلغل - وما زال بالفعل يتغلغل - في الفلسفة الحديثة في أنحاء شتى، غير أنه قد انقسم إلى عدد من التيارات والنزعات بلغ في ضخامته حدا يجعل من المستحيل الآن النظر إليه على أنه تركيب موحد، والدليل على ذلك أنه منذ بداية تأثير البرجسونية أصبح كل مفكر إنجليزي ينتمي، في نواح معينة، إلى المعسكر التطوري، أو يشيد بالتطورية في هذه النقطة أو تلك على الأقل.
وسوف نختتم هذا القسم ببحث أكثر تفصيلا لفلسفة هبهوس،
صفحة غير معروفة