مجتمع القرن الخامس قبل الميلاد:
في تناقض صارخ مع معتنقي الدين البرهمي كان المارقون - المتجولون والمتسولون والمتبتلون - يسعون إلى اكتساب المعرفة عن العالم وعن أنفسهم، ورفض المارقون كافة الأعراف البرهمية.
485-405 قبل الميلاد تقريبا:
تمثل هذه الفترة حياة بوذا. تسجل النصوص أن بوذا تحدى الممارسات والتعاليم البرهمية ومزاعمها القائلة بسلطة كهنة البرهمية، وأنه لم يجد بديلا مرضيا بين تعاليم المارقين. واعتمادا على رؤى اكتسبها من خلال تنويره شخصيا، تعلم بوذا طريقة وسطى بين طريقة المعتنقين وطريقة المارقين.
لا نعلم على وجه التحديد كيف أو متى أصبح وجود المارقين واضحا في مجتمع شمال الهند، الذي أخذت تزدهر فيه الرؤية البرهمية للعالم وأصبحت سائدة في الفترة السابقة للقرن الخامس قبل الميلاد. وخلال القرن العشرين، قدمت اكتشافات لحضارة موغلة في القدم كانت موجودة في السابق في وادي السند أدلة ترجح وجود تقليد قديم للغاية للسكان الأصليين للمنطقة ازدهر قبل وصول الآريين بفترة طويلة، وهذا يعني أن المارقين هم على الأرجح ورثة هذا التقليد، وأن منهج وممارسات هؤلاء المارقين على الأرجح لم ينشآ أثناء ازدهار التقليد الآري. وأيا كان المصدر، فإنه من المحتمل أن يكون الأمر متمثلا في أن بعض الأشخاص الذين كانوا يعيشون داخل المجتمع البرهمي سعوا إلى جعل هدف الشعائر القربانية وممارستها هدفا وممارسة باطنية، وأنهم سعوا أيضا إلى تجاوز القيود التي يفرضها تدخل الكهنة في إطار نظام اجتماعي محدد القواعد سلفا. ومن الممكن أيضا أن يكون الاتجاه نفسه إلى جعل القربان باطنيا قد أثاره الاحتكاك بممارسات السكان الأصليين.
شكل : منظر لموقع موهينجو دارو الأثري.
أما ما نعلمه، من مصادر متعددة يؤكد بعضها بعضا، فهو أنه في الوقت الذي كان فيه التقليد البرهمي يتبنى التعاليم الجديدة المدونة في كتابات الأوبانيشاد، كان يوجد عدد كبير من المارقين المتجولين الذين يسعون إلى اكتساب إجابات خاصة بهم لأسئلتهم الدينية الفلسفية. وكانت الأسئلة نفسها متعلقة، من عدة أوجه، بالموضوعات نفسها التي تناولتها النصوص التأملية الفيدية وكتابات الأوبانيشاد. وهذا يعني أن المارقين لم يكونوا يسعون إلى حقيقة مختلفة النوع كليا، بل كانوا فحسب يسعون إلى أجوبة بالاستعانة بوسائلهم الخاصة بدلا من الوسائل التي يعلمها كهنة البرهمية. وكان هدف الجميع تقريبا هو فهم طبيعة العالم وطبيعة الوجود البشري ممثلا في طبيعة الذات.
طبيعة الذات
تشير مصادرنا إلى وجود مجموعة كبيرة من النظريات المتعلقة بطبيعة الذات والعالم، ويختلف التأكيد على أحدهما أو كليهما باختلاف كل وجهة نظر. وتلخص هذه الأسئلة الكثيرة المتعلقة بالذات في النصوص البوذية القديمة على النحو التالي:
هل كنت موجودا في الماضي؟ ألم أكن موجودا في الماضي؟ ماذا كنت في الماضي؟ كيف كنت في الماضي؟ إذا كنت شيئا ما في الماضي، فماذا أصبحت في الماضي؟ هل سأكون موجودا في المستقبل؟ كيف سأكون موجودا في المستقبل؟ إذا كنت شيئا ما في الماضي، فماذا سأصبح في المستقبل؟ هل أنا موجود الآن؟ هل أنا لست موجودا الآن؟ ماذا أكون؟ كيف أكون؟ من أين أتى هذا الكيان؟ إلى أين سيذهب هذا الكيان؟
صفحة غير معروفة