الفلك الدائر على المثل السائر (مطبوع بآخر الجزء الرابع من المثل السائر)
محقق
أحمد الحوفي، بدوي طبانة
الناشر
دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع
مكان النشر
الفجالة - القاهرة
عقب تلك الكرامة، وأنه ذو شعب أربع، والتربيع نحس في علم النجامة"١ فإن لفظة النجامة لفظة رديئة مستغفلة، على أنا لا نعرف صحتها أو جوازها، ولا سمعناها اسما للتننجيم ولا مصدرا.
ومثل قوله: "قد عد الخادم احتمال تثقيله من جملة الأيادي التي أثقلته وأراد أن يجري معها بسوابق شكره فأعجلته وما أمهلته، وهو الآن مرتهن منها بين قديم وجديد، وأصبح كخراش إذ تكاثرت الظباء عليه فلا يدري لكثرتها ما يصيد"٢ فإن تشبيه نفسه بخراش قبيح جدا؛ لأنه إن كان لا يعلم أن خراشا في هذا البيت اسم كلب فهو معذور، حيث لم يعرف مراد الشاعر، وإن كان يدري فقد شبه نفسه تشبيها قبيحا. أليس هو الذي استقبح في هذا الكتاب قول الرضوي الموسوي٣:
يعز على أن أراك وقد خلت ... من جانبيك مقاعد العواد
لأجل لفظة مقاعد؟
وقول أبي الطيب المتنبي:
أذاق الغواني حسنه ما أذقنني ... وعف فجازاهن عني على الصرم٤
_________
١ ١/ ١٤٥.
٢ ١/ ١٤٨.
٣ هو الشريف الرضي أو الحسن محمد بن الحسين بن موسى ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي ولد ببغداد سنة ٣٥٩ وكان من أكابر الشعراء.
٤ صححنا البيت من ديوان المتنبي، وهو من قصيدته في مدح الحسين بن إسحاق التنوخي التي مطلعها:
ملامي النوى في ظلمها غاية الظلم ... لعل بها مثل الذي بي من السقم
الديوان ٢/ ٣٢٠.
وقد استقبح ابن الأثير المتنبي وقال: وإن الصرم في اللغة القطع: فغيرتها العامة، وجعلتها دالة على المحل المخصوص من الحيوان دون غيره فأبدلوا السين صادا، ومن أجل ذلك استكراه استعمال هذه اللفظة وما جرى مجراها، لكن المكروه منها ما يستعمل على صيغة الاسمية، كما جاءت في هذا البيت. وأما إذا استعملت على صيغة الفعل كقولنا صرمه وتصرم فإنها لا تكون كريهة؛ لأن استعمال العامة لا يدخل في ذلك.
"المثل السائر ١/ ٢٥٥".
4 / 94