الفلك الدائر على المثل السائر (مطبوع بآخر الجزء الرابع من المثل السائر)

ابن أبي الحديد ت. 656 هجري
130

الفلك الدائر على المثل السائر (مطبوع بآخر الجزء الرابع من المثل السائر)

محقق

أحمد الحوفي، بدوي طبانة

الناشر

دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

مكان النشر

الفجالة - القاهرة

وذو الحلم هو عامر بن الظرب العدواني حكيم العرب، وقصته مشهورة، وكذلك الفطن لا يوصى إلا مرة. وأما ابن جلا وطلاع النجاد فمثل شعري أصله قول القائل: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني ومن ذلك ما كتبته في توقيع كاتب آخر وهو "حيث توقل "من"١ هذه الصناعة قللها، واجتاب٢ ملابسها وحللها، وكشفت التجربة أنه ابن بجدتها، ورضيع درتها وجهينة أخبارها، وجواد مضمارها، ونسج وحدها، وصمصامة غمدها، واشتهرت عنه الأمانة التي تقمص برديها، واستلان سبلها٣ ونهج طريقها، وحمى حقيقتها". وفي هذا الكلام أمثال كثيرة، وألفاظ تجري مجرى الأمثال٤. ومن ذلك ما كتبته في وصايا توقيع بعض النظار وهو: "الحركة الدائمة التي

١ كان بالأصل تحريف في كلمة "توقل" وأضفنا "من" ليستقيم المعنى. ٢ كانت الكلمة في الأصل "وأحباب" فرجحنا أنها اجتاب بمعنى قطع وفصل. ٣ في الأصل "واستلام شبلها" فرجحنا هذا التصويب. ٤ عند جهينة الخبر اليقين. مثل له قصة طويلة عن هشام بن الكلبي. وقال الأصمعي وابن الأعرابي هو جفنية بالفاء، وكان عنده خبر رجل مقتول، وفيه يقول الشاعر: أسائل عن أبيها كل ركب ... وعند جفنية الخبر اليقين فسألوا جفنية فأخبرهم خبر القتيل، وقال بعضهم هو حفينة بالحاء. يضرب في معرفة الشيء حقيقة. مجمع الأمثال ١/ ٣٠٤. ابن مجدتها: البجدة الأصل ودخلة الشيء وباطنه، وعنده بجدة ذلك أمي علمه. يقال للعالم بالشيء والدليل الهادي.

4 / 144