الفصل السابع عشر فيما نذكره من نوافل الزوال وبعض أسرار تلك الحال يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس شرف الله قدره وقدس في الملاء الاعلى ذكره.
اعلم أن هذا الفصل يشتمل على عدة معان منها ما نذكره من أسرار الصلوات ومن المراقبة فيها بالنيات ولزوم الآداب وحفظ الحركات والسكنات ومنها ما نذكره من كون صلاة نوافل الزوال تسمى صلاة الأوابين وان الدعاء فيها مقبول عند ارحم الراحمين ومنها ما نذكره من أن الاستخارة عند نوافل الزوال كما ستأتي الرواية به في تلك الحال.
ذكر ما نذكره من أسرار الصلاة.
اعلم أن الصلاة تشتمل على نية الصلاة ولفظ تكبير ولفظ وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض وعلى تحميد وتمجيد ودعوى العبادة والاستعانة بالله جل جلاله ودعوات وقراءة القرآن وخضوع وركوع و سجود وخشوع وشهادة لله جل جلاله بالوحدانية ولمحمد صلى الله عليه وآله رسوله بالرسالة الربانية وصلوات عليه وعلى آله وتسليم.
ذكر نية الصلاة اما نية الصلاة فإنك ان كنت عبدا معاملا لله جل جلاله في جميع الحركات والسكنات عارفا بمعنى قوله جل جلاله في محكم الآيات وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون فأنت إذا كنت كذلك لا زلت متهيئا لأوامره فتمتثل امره بالصلاة وتعبده لأنه يستحق العبادة لذاته كما لو كنت متهيئا لدخول شخص عزيز عليك فإنك حيث
صفحة ٩٨