فمن ذلك ان تاخذ مكوكا من ملح ويخلط بمثله من الرمل الماخوذ من نهر جار وينجم تحت القمر والنجوم ليلة ثم يوخذ فيدر على اصل النهر ويلقى فى البئر فى كل يوم سبع حثيات ملء الكف اليمين وما حملت فقط فانه عند استكمال ذلك تبين من الزيادة شئ كثير وله طريق اخر وهو ان يعمد الى العين فيحفر على بعد ثلاثة اذرع منها حفيره عمقها ذراعان ثم يحفر على استدارتها حفاير عده كذلك ثم يشعل فيها النار بخشب الطرفا او القصب البابلى ثلاثة ايام متوالية لا يفتر عن الوقود الا فى وقت يكون مقداره قصير المدة ثم يجمع بعد ذلك ما حصل له من الجمر فى تلك الحفائر ويغطى الجمر بالرماد ويتركه كذلك حتى يبرد وبرودها يكون فى يومين وليلة او فى يوم وليلتين فان الماء يزيد ينبوعه ويكثر وعلى هذه الصفة يكون عمله فى الابار ذوات الغور والعمق وهو ان يحفر بئرا على مقدار عمق تلك البئر حتى يعلم ان الحفر قد افضى به الى موضع فيه موازات الماء الذى فى البئر فاذا علم ذلك فليوقد فيها النار وليكن خشبا صلبا اما خشب الزيتون او الكمثرى او التوت او ما اشبه فان تعذرت فخشب الغرب لكن مع كل شئ يوقد في هذه الابار والعيون من خشب الطرفا شئ فان ذلك هو المعين وليكن وقوده ثلاثة ايام بلياليها عند بعضهم دائما ثم يتركها يوما واحدا ثم تطم تلك البير وتترك فانه يظهر لها زيادة كميه من الماء عجيبه وهذا العمل ربما غير طعم الماء الى خلاف طعمه ان كان عذبا غير عذوبته الى الملوحة وان كان مالحا جعله عذبا باذن الله تعالى
صفحة ١٣