210

الفاخر

محقق

عبد العليم الطحاوي

الناشر

دار إحياء الكتب العربية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٨٠ هـ

مكان النشر

عيسى البابي الحلبي

يومٌ على بئر بنى زيدٍ عطِش ... كِدنا من الرمضاءِ فيه نمتَحشْ قد كان في بئرِ بني نصرٍ مخشْ ... ومشربٌ يُروى به غيرُ غَشَشْ ٣٤٣ قولهم الحُمَّى أضْرَعَتْني للنوم أول من قال ذلك رجلٌ من كلب يقال له مرينُ، وكان له أخوان أكبر منه يقال لهما مرارة ومرة. وكان مرين لصا مغيرا يقال له الذئب. فخرج مرارة يتصيد في جبل لهم يقال له أبلى، فاختطفه الجن، وبلغ أهله خبره فانطلق مرة في أثره، حتى إذا كان بذلك الموضع اختُطف، وكان مرينٌ غائبًا. فلما قدم بلغه الخبر فأقسم لا يشرب خمرًا ولا يمس رأسه غسل حتى يطلب بأخويه. فتنكب قوسه وأخذ أسهمًا ثم انطلق إلى ذلك الجبل الذي هلك فيه أخواه، فمكث فيه سبعة أيام لا يرى شيئًا. حتى إذا كان في اليوم الثامن إذا هو بظليمٍ فرماه فأصابه، واستقل الظليم حتى وقع بأسفل الجبل، فلما وجبت الشمس بصر بشخصٍ قائمٍ على صخرة يُنادى: يا أيها الرامي الظليمِ الأسودِ ... تبَّت مراميكَ التي لم تُرشدِ فأجابه مرين: يا أيها الهاتفُ فوقَ الصخرةْ ... كمْ عبرةٍ هيَّجتَها وعبرَهْ بقتلِكم مرارةً ومرَّةْ ... فرَّقتَ جمعًا وتركتَ حسْرَةْ فتوارى الجِنَّى عنه هويًا من الليل. وأصابت مرينًا حمى فغلبته عينه، فأتاه

1 / 210