...غلاما: يعني به النبي - صلى الله عليه وسلم -، أشار بذلك إلى صغر سنه بالنسبة إليه، والعرب تسمي الرجل المستجمع السن غلاما مادامت فيه بقية قوة. رفعت: ظهرت. لي: من أجلي. سدرة المنتهى: سميت بالمنتهى لأنها ينتهي إليها ما يعرج من الأرض فيقبض منها، وما يهبط من فوقها فيقبض منها، كذا في مسلم(3)، وقيل لأن علم الملائكة ينتهي إليها، ولم يجاوزها أحد إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (4)، وهي في السماء السابعة، وأصل ساقها في السادسة. قلال: جمع قلة، وهي وعاء الماء وغيره. الهجر: اسم بلدة(5)، وكانت قلالها معروفة عند المخاطبين. الفيلة: جمع فيل. أربعة أنهار: تخرج من أصلها. فنهران في الجنة: هما الكوثر(6) والسلسبيل. فالنيل والفرات: يخرجان من أصل السدرة، ثم يسيران حيث شاء الله، ثم ينزلان إلى الأرض، ثم يسيران فيها، ثم يخرجان منها، قاله النووي(1)، وبه يجاب عن قول القاضي عياض: إنهما يخرجان من الأرض بالمشاهدة، فيلزم منه أن تكون السدرة في الأرض، قاله ابن حجر(2). وإناء من عسل: عند البزار(3) :" وإناء فيه ماء"، ولم يذكر العسل، وجمع بينهما بأن بعض الرواة ذكر مالم يذكره الآخر، ومجموعها أربعة أوان على عدد أنهار الجنة الأربعة / المذكورة في قوله تعالى: ( فيها أنهار من ماء ) الآية(4)، من كل نهر آنية. الفطرة(5): أي دين الإسلام. ارجع إلى ربك: قال العلماء: (الحكمة في تخصيص سيدنا موسى عليه السلام بمراجعة النبي - صلى الله عليه وسلم - دون غيره من الأنبياء هو أنه لما وقع له الأسف على نقص حظ أمته بالنسبة لحظ أمة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، استدرك ذلك وجبره ببذل النصيحة لهم والشفقة عليهم، ولأنه ليس في الأنبياء أكثر منه أتباعا ولا أكبر كتابا، وقد جرب بني إسرائيل فبذل لهم النصيحة شفقة على أمته - صلى الله عليه وسلم - ومجد وعظم)(6).
صفحة ٦٢