..."ومر بقوم يزرعون ويحصدون، كلما حصدوا عاد كما كان، قال: هؤلاء المجاهدون، ومر بقوم ترضخ رؤوسهم بالصخر، كلما أرضخت عادت، قال: هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة، ومر بقوم على أدبارهم رقاع وعلى أقبالهم رقاع، يسرحون كما تسرح الأنعام إلى الضريع والزقوم ورضف جهنم، قال: هؤلاء الذين لا يؤدون الزكاة، ومر بقوم يأكلون لحما نيئا خبيثا، ويدعون لحما نضيجا طيبا، قال: هؤلاء الزناة، ومر برجل جمع حزمة حطب لا يستطيع حملها، ثم هو يضم إليها غيرها، قال: هذا الذي عنده الأمانة لا يؤديها وهو يطلب أخرى، ومر بقوم تقرض ألسنتهم وشفاههم، كلما قرضت عادت، قال: هؤلاء خطباء الفتنة، ومر بثور عظيم يخرج من ثقب صغير يريد أن يرجع فلا يستطيع / ، قال: هذا الرجل يتكلم بالكلمة فيندم، فيريد أن يردها فلا يستطيع" (1)، "ومر بقوم بطونهم أمثال البيوت، كلما نهض أحدهم خر، قال: هم أكلة الربا، ومر بقوم لهم مشافر كالغبل يلتقمون جمرا فيخرج من أسافلهم، فقال: هؤلاء أكلة أموال اليتامى"(2)، ومر بنساء معلقات بثديهن، فقال إنهن الزواني، ومر بقوم يقطع من جنوبهم اللحم فيطعمون، فقال: هؤلاء الغمازون اللمازون، ورأى موائد عليها لحم طيب ليس عليها أحد، وأخرى عليها لحم منتن، عليها ناس يأكلون، فقال: هؤلاء الذين يتركون الحلال ويأكلون الحرام، ثم دخل بيت المقدس وصلى فيه مع الملائكة، وفي رواية: ثم بعث له آدم فمن دونه فأمهم، وفي أخرى: نزل رهط من الأنبياء منهم إبراهيم وموسى وعيسى فأمهم، ومر في رجوعه بعير لقريش فسلم عليهم، فقال بعضهم: هذا صوت محمد وأعلم قريشا بذلك، وأن عيرهم يقدم يوم كذا، فوقع كما أخبر - صلى الله عليه وسلم -، ومجد وعظم(3) .
42 " باب المعراج ":
...من عرج بفتح الراء، يعرج يضمها، صعد، والمراد به عروج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى السموات العلى، ومنها إلى سدرة المنتهى، ومنها إلى المستوى، ومنها إلى العرش.
...قال ابن حجر الهيثمي: ( قال بعض الأئمة: المعاريج ليلة الإسراء عشرة، سبعة في السموات، والثامن إلى سدرة المنتهى، والتاسع إلى المستوى الذي سمع فيه صريف الأقلام في تصاريف الأقدار، والعاشر إلى العرش والرفرف والرؤية وسماع الخطاب بالمكافحة والكشف الحقيقي) ه.
صفحة ٥٥