خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ،
قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ،
قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن .
هدم الإسلام الوحدة القبلية، والوحدة الجنسية، وكره التفاضل بشرف القبيلة أو شرف الجنس، وعلم أن معتنقي الإسلام كلهم كتلة واحدة، لا تفاضل بين أفرادها إلا بطاعة الله وتنفيذ أمره:
إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم ،
إن أكرمكم عند الله أتقاكم ، وفي الحديث: «ليس منا من دعا إلى عصبية أو قاتل عصبية».
حتم الطاعة لله، والطاعة للرسول، والطاعة لأولي الأمر في الأمة ما أطاع ولي الأمر أوامر الله:
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، وفي الحديث: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
أثر هذه التعاليم عند العرب: لا شك أن هذه التعاليم رفعت المستوى العقلي للعرب إلى درجة كبرى، فهذه الصفات التي وصف الإسلام بها الله نقلتهم - من عبادة أصنام وأوثان، وما يقتضيه ذلك من انحطاط في النظر وإسفاف في الفكر - إلى عبادة إله وراء المادة
لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ، كان الإله عند أكثرهم إله قبيلة، وإن اتسع سلطانه فإله قبائل أو إله العرب، فأبانه الإسلام إله العالمين ومدبر الكون، وبيده كل شيء، وعالما بكل شيء، فاستطاع العربي بهذه التعاليم أن يرقى إلى فهم إله لا مادة له، واسع السلطان، واسع العلم؛ وأفهم الإسلام أن دينهم خير الأديان، وأن العالم حولهم في ضلال، وأن نبيهم هادي الناس جميعا، وأنهم ورثته في هداية الأمم، فكان ذلك من البواعث على غزو هذه الأمم يدعونها إلى دينهم، ويبشرون به، فمن دخل فيه كان كأحدهم؛ وكان لعقيدة اليوم الآخر ودار الجزاء، والجنة والنار، أثر عظيم في بيع كثير منهم نفوسهم في سبيل نشر الدعوة:
صفحة غير معروفة