انظر، إن اسمي ممقوت أكثر من رائحة الطيور فوق تل الصفصاف المملوء بالإوز
انظر، إن اسمي ممقوت أكثر من رائحة الصيادين على شواطئ المستنقعات بعد الصيد.
ثم يتلو ذلك ست مقطوعات بنفس الأسلوب. ومع أن ذلك الشعر مركز على وتيرة واحدة لحقيقة أن اسم ذلك الرجل التعس قد صار نتنا في أنوف أصدقائه، فإننا نجده في الشعر الثاني يترك ذكر نفسه ليصور لنا أولئك الذين كانوا سببا في بؤسه؛ فنراه يلقي نظرة على مجتمع أهل عصره فلا يجد فيه إلا الفساد والخيانة والظلم وعدم الإخلاص، حتى بين أهل أسرته.
وهذا الشعر أيضا اتهام رهيب، وكان يستهل كل مقطوعة دائما بجملة استفهامية يتردد فيها قوله: «لمن أتكلم اليوم؟»
وربما كان يقصد بذلك: أي صنف من الناس هؤلاء الذين أخاطبهم؟ وقد كان الجواب الذي يعقب كل استفهام برهانا جديدا لمقاصده، وهاك ما قاله في ذلك:
فساد الناس
لمن أتكلم اليوم؟ الإخوة سوء، وأصدقاء اليوم ليسوا جديرين بالحب
لمن أتكلم اليوم؟ القلوب تميل إلى اللصوصية، فكل إنسان يغتصب متاع جاره
لمن أتكلم اليوم؟ فالرجل المهذب يهلك والصفيق الوجه يذهب في كل مكان
لمن أتكلم اليوم؟ فإن سمح الوجه قد صار بائسا وصار الخير لا يحفل به في أي مكان
صفحة غير معروفة