رحلة إيمانية مع رجال ونساء أسلموا

عبد الرحمن محمود ت. غير معلوم
90

رحلة إيمانية مع رجال ونساء أسلموا

تصانيف

والحوار التالي هو مثالٌ جيّدٌ لهذه الحلقة المفرغة الَّتي يدور فيها غير المسلمين بشكلٍ دائم. فإذا سألت أحدهم: "ما هو مصدر القرآن الكريم؟ " فإنَّه سيجيبك بأنَّ مصدره هو عقل رجلٍ كان مصابًا بالجنون. عندئذ تسأله: "إن كان قد جاء به من رأسه، فمن أين حصل على المعلومات المحتواة فيه؟ فمن المؤكَّد أنَّ القرآن الكريم يذكر أشياء كثيرة لم يكن العرب يعرفونها." ولكي يستطيع أن يفسر الحقيقة الَّتي قدَّمتها له فإنَّه سيغيِّر موقفه ويقول: "حسنًا، ربَّما لم يكن مجنونًا، بل ربَّما كان بعض الأعاجم يعطونه تلك المعلومات. وهكذا كذب على النَّاس وأخبرهم بأنَّه كان نبيًّا." عند هذه النقطة يجب أن تسأله: "إذا كان محمدٌ ﵌ كاذبًا، فمن أين حصل على ثقته بنفسه؟ ولماذا كان يتصرَّف وكأنَّه كان نبيًّا فِعلًا؟ " وفي النِّهاية -وعندما يكون قد حُشر في الزاوية- فإنَّه كالقطَّة سيندفع فجأةً وبسرعةٍ بأوَّل ردٍّ يخطر على باله -ومتناسيًا أنَّه قبل ذلك استثنى ذاك الاحتمال- ليدَّعي: "حسنًا، ربَّما لم يكن كاذبًا. ربَّما كان مجنونًا وحقًّا كان يعتقد أنَّه نبيّ." وهكذا يبدأ دورانه في الحلقة المفرغة من جديد. (وهذا هو ديدن الكفَّار منذ بعثة النبيِّ عليه وآله الصَّلاة والسَّلام، حيث ذكر الله تعالى ذلك في سورة الدُّخان: " أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (١٣) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (١٤) ") .

1 / 90