الإيمان بين السلف والمتكلمين
الناشر
مكتبة العلوم والحكم،المدينة المنورة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
وسنة رسوله ﷺ ومنهاج السلف بعده، الذين هم موضع القدوة والإمامة؟! ١.
والحاصل، أن أدلة السلف على أن الأعمال ركن في الإيمان، من القرآن الكريم، كثيرة جدًا، وقد حصرها الآجري ﵀ في ستة وخمسين موضعًا، حيث قال: " واعلموا رحمنا الله تعالى وإياكم، يا أهل القرآن، ويا أهل العلم، ويا أهل السنن والآثار، ويا معشر من فقَّههم الله ﷿ في الدين، بعلم الحلال والحرام، أنكم إن تدبرتم القرآن، كما أمركم الله ﷿، وعلمتم أن الله ﷿ أوجب على المؤمنين بعد إيمانهم به وبرسوله العمل، وأنه ﷿، لم يثنِ على المؤمنين بأنه قد رضي عنهم، وأنهم قد رضوا عنه، وأثابهم على ذلك الدخول إلى الجنة، والنجاة من النار، إلا بالإيمان والعمل الصالح. وقرن بالإيمان العمل الصالح، ولم يدخلهم الجنة بالإيمان وحده، حتى ضمَّ إليه العمل الصالح، الذي قد وفَّقهم إليه فصار الإيمان لا يتمُّ لأحد حتى يكون مصدِّقًا بقلبه، وناطقًا بلسانه، وعاملًا بجوارحه. لا يخفى، مَن تدبَّر القرآن وتصفحه وجده كما ذكرت. واعلموا - رحمنا الله وإياكم - أني قد تصفحت القرآن، فوجدت فيه ما ذكرته في ستة وخمسين موضعًا من كتاب الله ﷿ ... " ٢ ثم سرد الستة والخمسين موضعًا التي ذكر٣. ويطول بنا الحديث إن ذكرناها، ولكن مَن أراد الاطلاع عليها فليرجع إلى كتابه المشهور «الشريعة» الذي انتصر فيه لمذهب السلف.
أما السنة المطهرة، فأدلة السلف منها كثيرة جدًا، يصعب حصرها كذلك ولكني هنا أكتفي بذكر بعض منها فأقول:
إن من أبرزها، واظهرها دلالة حديث عبد الله بن عمر ﵄ المتفق عليه: " بُنيَ الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله،
_________
١ أبو عبيد القاسم بن سلام، المصدر السابق ص٦٦.
٢ الآجري، محمد بن الحسين، المصدر المذكور آنفًا ص١٢٢.
٣ انظر: المصدر نفسه من ص١٢٢ـ١٣٢.
1 / 24