أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ ﵁ لما التقى الْفَرِيقَانِ يَوْم الْجمل صَاح أهل الْبَصْرَة ... ردُّوا علَيْنَا شَيخنَا ثمَّ بَجَلْ ... فَقَالُوا ... كَيفَ نردُّ شيخَكم وَقد قَحَل ... ثمَّ اقْتَتَلُوا. قَالَ الراوى فَمَا شبهت وَقع السيوف على الْهَام إِلَّا بِضَرْب البيازر على المواجن. بجل بِمَعْنى حسب وَسبب بنائهما أَن الْإِضَافَة منوية فيهمَا. وَإِنَّمَا بنى بِحل على السّكُون دون حسب لِأَنَّهُ لم يتَمَكَّن بالإعراب فِي مَوضِع تمكنه. قحل مَاتَ فجف جلده على عظمه. يُقَال قحل قحولا وَهُوَ الفصيح وقحل قحلا. البيازر جمع بيزر وَهُوَ الْخَشَبَة الَّتِي يدق بهَا الْقصار. والبيزرة الْعَصَا وبزره بهَا إِذا ضربه. المواجن جمع ميجنة وَهِي خشبته الَّتِى يدق عَلَيْهَا. جُبَير ﵁ نظرت وَالنَّاس يقتتلون يَوْم حنين إِلَى مثل البجاد الْأسود يهوى من السَّمَاء حَتَّى وَقع فَإِذا نمل مبثوث قد مَلأ الْوَادي فَلم يكن إِلَّا هزيمَة الْقَوْم فَلم نشك فِي أَنَّهَا الْمَلَائِكَة.
البجاد البجاد الكساء المخطط سمى بذلك لتداخل ألوانه من قَوْلهم هُوَ علم ببجدة أمره. أَي بدخلته. وَالْأسود من البجد هُوَ المنسوج على خطوط سود يفصل بَينهَا بيض دقاق
1 / 79