آزت الْمُلُوك وقاتلتهم على دين الله وَدين عِيسَى حَتَّى قُتلوا. وَفرْقَة لم تكن لَهُم طَاقَة بمؤازاة الْمُلُوك فأقاموا بَين ظهراني قَومهمْ فدعوهم إِلَى دين الله وَدين عِيسَى فَأَخَذتهم الْمُلُوك فقتلتهم وقطعتهم بالمناشير. وَفرْقَة لم تكن لَهُم طَاقَة بمؤازاة الْمُلُوك وَلَا بِأَن يقيموا بَين ظهراني قَومهمْ فيدعوهم إِلَى دين الله وَدين عِيسَى فساحوا فِي الْجبَال وترهبوا وهم الَّذين قَالَ الله تَعَالَى فيهم ﴿ورهبانية ابتدعوها﴾
آزاه المؤازاة المقامة من قَوْلك هُوَ إزاء مَال أَي قَائِم بِهِ. سائرها بَاقِيهَا اسْم فَاعل من سأر إِذا بَقِي وَمِنْه السؤر. وَهَذَا مِمَّا تغلط فِيهِ الْخَاصَّة فتضعه مَوضِع الْجَمِيع. أَقَامَ فلَان بَين أظهر قومه وظهرانيهم أَي أَقَامَ بَينهم. وإقحام الْأَظْهر وَهُوَ جمع ظهر على معنى أَن إِقَامَته فيهم على سَبِيل الِاسْتِظْهَار بهم والاستناد إِلَيْهِم. وَأما ظهرانيهم فقد زيدت فِيهِ الْألف وَالنُّون على ظهر عِنْد النِّسْبَة للتَّأْكِيد كَقَوْلِهِم فِي الرجل الْعُيُون نفساني وَهُوَ نِسْبَة إِلَى النَّفس بِمَعْنى الْعين والصيدلاني والصيدناني منسوبان إِلَى الصيدل والصيدن وهما أصُول الْأَشْيَاء وجواهرها فألحقوا الْألف وَالنُّون عَن النِّسْبَة للْمُبَالَغَة وَكَأن معنى التَّثْنِيَة أَن ظهرا مِنْهُم قدامَة وَآخر وَرَاءه فَهُوَ مكنوف من جانبيه وَهَذَا أَصله ثمَّ كثر حَتَّى اسْتعْمل فِي الْإِقَامَة بَين الْقَوْم مُطلقًا وَإِن لم يكن مكنوفا. أَبُو بكر ﵁ قَالَ للْأَنْصَار يَوْم سَقِيفَة بني سَاعِدَة لقد نصرتم وآزرتم وآسيتم. أَي عاونتم وقوّيتم. آسيتم وافقتم وتابعتم من الأسوة وَهِي الْقدْوَة. نظرت يَوْم أُحد إِلَى حَلقَة درع قد نشبت فِي جبين رَسُول الله ﷺ فانكببت لأنزعها فأقسم عَليّ أَبُو عُبَيْدَة فأزم بهَا بثنيته فجذبها جذبًا رَفِيقًا. الأزم والأرم العض. يُقَال للأسنان الأُزَّم والأُرّم.
1 / 41