سَلام على من اتبع الْهدى. أما بعد فَإِنِّي أَدْعُوك بِدِعَايَةِ الْإِسْلَام أسلم تسلم وَأسلم يوفك الله أجرك مرَّتَيْنِ فَإِن توليت فَإِن عَلَيْك الأريسيين وَيَأْهِلُ الْكتاب تَعَالَوْا إِلَى كلمةٍ سَوَاء بَيْنكُم الْآيَة. قَالَ أَبُو سُفْيَان فَلَمَّا قَالَ مَا قَالَ وَفرغ من قِرَاءَة الْكتاب كثر عِنْده اللجب وَارْتَفَعت الْأَصْوَات.
أرس الأريس والأريسي الأكار. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَقد أَوْس يأرس أرسا وأرس. وَالْمعْنَى أَن أهل السوادو ماصاقبه كَانُوا أهل فلاحة وهم رعية كسْرَى وَدينهمْ الْمَجُوسِيَّة فَأعلمهُ أَنه إِن لم يُؤمن وَهُوَ من أهل الْكتاب كَانَ عَلَيْهِ إِثْم الْمَجُوس الَّذين لَا كتاب لَهُم. فَلَمَّا قَالَ يَعْنِي الرَّسُول الَّذِي أوصل الْكتاب إِلَيْهِم وقرأه على هِرقل. اللّجب اخْتِلَاط الْأَصْوَات وَأَصله من لجب الْبَحْر وَهُوَ صَوت التطام أمواجه.
أرف إِذا وَقعت الأُرف فَلَا شُفْعَة. هِيَ الْحُدُود. وَمِنْه حَدِيث عمر ﵁ إِنَّه خرج إِلَى وَادي الْقرى وَخرج بالقسام فقسموا على عدد السِّهَام وأعلموا أُرفها وَجعلُوا السِّهَام تجْرِي فَكَانَ لعُثْمَان خطر ولعَبْد الرَّحْمَن بن عَوْف خطر وَلفُلَان خطر وَلفُلَان نصف خطر. الْخطر النَّصِيب وَلَا يُستعمل إِلَّا فِيمَا لَهُ قدر ومزية يُقَال فلَان خطير فلَان أَي معادله فِي الْمنزلَة. وَفِي الحَدِيث أَي مَال اقتسم وأُرّف عَلَيْهِ فَلَا شُفْعَة فِيهِ. أَي أديرت عَلَيْهِ أُرف. عمر ﵁ قَالَ أسلم مَوْلَاهُ خرجت مَعَه حَتَّى إِذا كُنَّا بحرة واقم فَإِذا نَار تؤرث بصرار فخرجنا حَتَّى أَتَيْنَا صرار فَقَالَ عمر السَّلَام عَلَيْكُم يأهل الضَّوْء وَكره أَن يَقُول يأهل النَّار أأدنو فَقيل ادن بِخَير أودع قَالَ إِذا هم ركب قد قصر بهم اللَّيْل وَالْبرد والجوع وَإِذا امْرَأَة وصبيان فنكص على عَقِبَيْهِ وَأدبر يُهَرْوِل
1 / 36