وإذا اقتضى الحال ذكر شيء من علوم الرواية وفوائد أهلها لم أنجل به بل سقته ليستفاد والله الهادي إلى طريق الرشاد وأقول هنا كقول الإمام النووي صدر شرحه على مسلم ولا ينبغي للناظر في هذا الشرح أن يسأم من شيء من ذلك فوائد الصناعة الحديثية يجده مبسوطا واضحا فإني إنما أقصد بذلك إن شاء الله الإيضاح والتيسير والنصيحة لمطالعه وإعانته وإغناءه عن مراجعة غيره في بابه وهذا مقصود الشروح فمن استطال شيئا من هذا وشبهه فهو بعيد عن الإتقان مباعد للفلاح في هذا الشأن فليعز نفسه لسوء حاله وليرجع عما ارتكبه من قبيح فعاله ولا ينبغي لطالب التحقيق والتنقيح والاتقان والتدقيق أن يلتفت إلى كراهة أو سآمة ذوي البطالة وأصحاب الغباوة والمهانة والملالة بل يفرح بما يجده من العلم مبسوطا وما يصادفه من القواعد والمشكلات واضحا مضبوطا ويحمد الله على تيسيره ويدعو لجامعه الساعي في تنقيحه وإيضاحه وتقريره وفقنا الله الكريم لمعالي الأمور وجنبنا بفضله جميع أنواع الشرور وجمع بيننا وبين أحبابنا في دار الحبور والسرور
وبما تطلع عليه من ارتباط أسانيد المغاربة بالمشارقة وتعويل الآخرين على الأولين في ميدان المكافحة والمسابقة وتصدير المشارقة عند رواياتهم بأيمة المغرب وتطاول أعلام المغرب وافتخارهم بالأخذ عن فطاحلة المشرق تعلم ما كان بين المسلمين قديما من سني الاتصالات ووافر الروابط وكبير الصلات وجعل لكل تقليد جيده بعد الحج والزيارة بواسع الرواية والتعزز بعز الإجازة أفخر المقاصد وأبهجها وأوسع المتاجر وأربحها مما يبرهن لك عن مقدار تقدمهم وارتقائهم وكبير عزهم وعظيم استغنائهم فلما انحلت روابطهم وتشتت جامعتهم ونسوا أو تناسوا دينهم ودنياهم أفل نجمهم وكسفت شمسهم سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ونطلب الله أن يحيي ما مات ويخلف علينا ما فات
وهنا أسوق لك نص استدعاء الشيخ محمد حبيب الله ليكون الجواب مطابقا وليأتي الكلام متناسقا
صفحة ٥٣