تبدأ قصة فينومينولوجيا «هسرل» من «فرانتس برنتانو» الذي تتلمذ عليه هسرل وأخذ عنه كثيرا من الأفكار الخصبة وجعلها نقطة انطلاقه في فلسفته، كان برنتانو يعتقد أنه اكتشف ماهية «الذهني»
The Mental
أو ماهية «الوعي»
Consciousness (الشعور) فالقاسم المشترك بين كل ما هو ذهني أو شعوري هو «القصدية»
Intentionality ، فخاصية كل شعور هي أن يكون شعورا بشيء، وكل ما هو فعل ذهني أو موقف عقلي هو موجه نحو موضوع؛ «موضوع قصدي»
Int Tentional Object ، وجميع حالات الوعي (من تفكير واعتقاد ورغبة وحب وكراهية وتذكر ... إلخ) لها دائما موضوع أو محتوى، تختلف الطرق التي يرتبط بها الموضوع القصدي بالوعي المقابل ولكن في جميع الحالات لا اختلاف في أن الوعي هو وعي بشيء ما، الوعي دائما له موضوع، والوعي دائما موجه نحو موضوع؛ فهو يقصد هذا الموضوع ويعنيه ويراوده، والموضوع القصدي هو موضوع انتباه المرء في كل فعل ذهني.
والخاصية الأخرى التي تتحلى بها قصدية الوعي هي أنها تتجه نحو موضوعها وتعنيه بصرف النظر عما إذا كان هذا الموضوع موجودا بالفعل أم غير موجود. إن الأفعال القصدية هي بعينها تلك الأفعال التي يمكنها تناول أشياء غير موجودة، فقد «يعتقد» طفل أو «يتمنى» أن يتحفه بابا نويل بالهدايا، وإن يكن بابا نويل كائنا غير موجود، هذا ما يعبر عنه أحيانا بأن موضوعات الأفعال القصدية يمكن أن يكون لها «لا وجود قصدي»
Intention Al Inexistence .
4
من الحق الذي لا يقبل الشك أن للأفعال الذهنية دائما موضوعا ما، وأن ما يربط الوعي وأفعال الوعي بموضوعاتها القصدية ليس رباطا عرضيا، بل الموضوعات القصدية جزء لا يتجزأ من الفعل الذهني سواء تبين وجود الموضوع أو عدم وجوده، الموضوع القصدي «حال» أو «مباطن» أو «محايث»
صفحة غير معروفة